نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 23
الحروف وليس له قصد إلى المعنى الذى يؤديه. وقد يجوز مع هذا أن يسمى الكلام
الواحد فصيحا بليغا إذا كان واضح المعنى ، سهل اللفظ ، جيد السبك ، غير مستكره فج
ولا متكلف وخم ، ولا يمنعه من أحد الاسمين شئ لما فيه من إيضاح المعنى وتقويم
الحروف». [١]
وهذا هو رأيه ،
أما الرأى الأول فقد عرضه ، لأنّ بعضهم يذهب إلى ذلك. وعقد فصلا فى تمييز الكلام
تحدث فيه عن صفات الألفاظ الحسنة ، وانتهى إلى أنّ الكلام إذا جمع العذوبة
والجزالة والسهولة والرصانة مع السلاسة والنصاعة ، واشتمل على الرونق والطلاوة ،
وسلم من الحيف فى التأليف ، وبعد عن سماجة التركيب ، وورد على الفهم الثاقب ـ قبله
ولم يرده ، وعلى السمع المصيب استوعبه ولم يمجه ، والنفس تقبل اللطيف وتنبو عن
الغليظ. [٢]
وأعطى الألفاظ
أهمية كبيرة ، لأنه ليس الشأن فى إيراد المعانى ، لأنّ المعانى يعرفها العربى
والعجمى والقروى والبدوى ، وإنما هو فى جودة اللفظ وصفائه ، وحسنه وبهائه ،
ونزاهته ونقائه ، وكثرة طلاوته ومائه مع صحة السبك والتركيب. وليس يطلب من المعنى
إلّا أن يكون على هذه الأوصاف ، وهو ما أشار إليه الجاحظ من قبل ، ولكنه جعل
التصوير أساس البيان.
ابن سنان :
وعقد ابن سنان
الخفاجى (ـ ه) فى كتابه «سر الفصاحة» فصولا ضافية تحدث فيها عن صفات الحروف
ومخارجها ، وفصاحة اللفظة المفردة والألفاظ المؤلفة.