نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 22
العسكرى :
وذكر أبو هلال
العسكرى (ـ ه) رأيين فى الفصاحة :
الأول : إن
الفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحد وإن اختلف أصلاهما ؛ لأنّ كل واحد منهما هو
الإبانة عن المعنى والإظهار له. يقول : «فأما الفصاحة فقد قال قوم : إنّها من
قولهم : أفصح فلان عما فى نفسه إذا أظهره ، والشاهد على أنّها هى الإظهار قول
العرب : أفصح الصبح إذا اضاء. وأفصح اللبن إذا انجلت عنه رغوته فظهر ، وفصح أيضا.
وأفصح الأعجمى إذا أبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين ، وفصح اللحان إذا عبر عما فى
نفسه وأظهره على جهة الصواب دون الخطأ.
وإذا كان الأمر
على هذا فالفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحد وإن اختلف أصلاهما» [١].
الثانى : أنهما
مختلفان ، وذلك أنّ الفصاحة تمام آلة البيان فهى مقصورة على اللفظ ، لأنّ الآلة
تتعلق باللفظ دون المعنى ، والبلاغة إنّما هى إنهاء المعنى إلى القلب فكأنّها
مقصورة على المعنى. يقول : «وقال بعض علمائنا : الفصاحة تمام آلة البيان ، فلهذا
لا يجوز أن يسمّى الله تعالى فصيحا إذ كانت الفصاحة تتضمن الآلة ، ولا يجوز على
الله تعالى الوصف بالآلة ويوصف كلامه بالفصاحة لما يتضمن من تمام البيان. والدليل
على ذلك أنّ الألثغ والتمتام لا يسميان فصيحين لنقصان آلتهما عن إقامة الحروف.
وقيل : «زياد الأعجم» لنقصان آلة نطقه عن إقامة الحروف ، وكان يعبر عن «الحمار»
بالهمار ، فهو أعجم وشعره فصيح لتمام بيانه» [٢].
ووضّح الأمر
بقوله : «ومن الدليل على أنّ الفصاحة تتضمن اللفظ والبلاغة تتناول المعنى ، أنّ
الببغاء يسمّى فصيحا ولا يسمى بليغا إذ هو مقيم