نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 219
ومن حذف الشرط
قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ، كَذلِكَ كانُوا
يُؤْفَكُونَ. قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ
فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[١]
يقول : إن كنتم
منكرين للبعث فهذا يوم البعث ، أى : قد تبين بطلان قولكم.
ومنه قول
الشاعر :
قالوا خراسان
أقصى ما يراد بنا
ثم القفول
فقد جئنا خراسانا
كأنه قال : إن
صحّ ما قلتم إن خراسان أقصى ما يراد بنا فقد جئنا خراسان وآن لنا أن نخلص.
وأما حذف جواب
الشرط فكقوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ
عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ)[٢] ، فان جواب الشرط هنا محذوف تقديره : إن كان القرآن من
عند الله وكفرتم به ألستم ظالمين؟ ويدل على المحذوف قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
ويحذف جواب
الشرط :
١ ـ لمجرد
الاختصار ، كالآية السابقة ، وكقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ ، أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتى)[٣] ، أى : لكان هذا القرآن.
٢ ـ للدلالة
على أنّه شىء لا يحيط به الوصف ، أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ، كقوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ
إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً