نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 184
الفصل الرابع
الفصل والوصل
قيل للفارسى : ما
البلاغة؟ قال : معرفة الفصل من الوصل.
وذهب كثير من
بلاغيى العرب إلى ما ذهب إليه الفارسى ، وعدّوا الفصل والوصل فنا عظيما ، صعب
المسلك ، دقيق المأخذ لا يحيط علما بكنهه إلا من أوتى فى فهم كلام العرب طبعا
سليما ، ورزق فى إدراك أسراره ذوقا صحيحا. ولذلك قصر بعضهم البلاغة على معرفته ،
ولكن آخرين كالقزوينى قال : «وما قصرها عليه لأن الأمر كذلك ، وإنما حاول بذلك
التنبيه على مزيد غموضه وأنّ أحدا لا يكمل فيه إلّا كمل فى سائر فنونها ، فوجب
الاعتناء بتحقيقه على أبلغ وجه فى البيان» [١].
والوصل عطف بعض
الجمل على البعض والفصل تركه ، ولذلك نرى أن يبحث هذا الموضوع بعد بحث الجملة
لارتباطه بها ؛ ولأنه يخص الجمل ومعانيها حينما تفصل أو تربط لا مشاركة الثانى
للأول فى الإعراب وحده. قال العلوى : «ولسنا نريد بتلك الأسرار واللطائف ما يكون
متعلقا بعلوم الإعراب من كون الأحرف العاطفة تلحق المعطوف فى الإعراب ، ... بل
نريد أمرا أخص من ذلك وأغوص على تحصيل الأسرار الغريبة واللطائف العجيبة» [٢].
تكلم الجاحظ [٣] وغيره من أوائل النقاد على الفصل والوصل ، ووقف عنده
أبو هلال العسكرى وقفة طويلة وذكر أقوالا كثيرة تدل على أهمية هذا