نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 156
منها وسامة. وهذا فيما ليس لمفرده مقدار محصور بخلاف المعرفة فانّه لواحد
بعينه يثبت الذهن عنده ويسكن إليه» [١] ، فالتنكير يجىء لفائدة يقصر عن إفادتها العلم.
وينكر المسند
إليه لأغراض منها :
١ ـ الإفراد :
كقوله تعالى : (وجاء رجل من أقصى
المدينة يسعى)[٢] ، أى : فرد من أشخاص الرجال.
٢ ـ النوعية :
كقوله تعالى : (وعلى أبصارهم غشاوة)[٣] ، أى : نوع من الأغطية ، وهو غطاء التعامى عن آيات الله.
٣ ـ التعظيم :
كقوله تعالى : (ولكم في القصاص حياة)[٤] ، أى : حياة عظيمة.
٤ ـ التحقير :
كقول الشاعر :
له حاجب عن
كلّ شىء يشينُه
وليس له عن
طالب العرف حاجب
فتنكير «حاجب»
الأولى للتعظيم ، وتنكير «حاجب» الثانية للتحقير ، لأنّ مقام المدح يقتضى أنّ
الحاجب ـ أى المانع ـ عن كل ما يشين ـ أى يعيب ـ الممدوح عظيم ، والحاجب عن
المعروف والإحسان ينسلب حقيره فمن باب أجرى عظيمه ، وذلك لما فى معنى التنكير من
الإيماء إلى أنّ هذا الأمر لا يعرف لبلوغه الدرجة العليا فى الرفعة أو فى الدقة
فمن شأنه أن ينكر ولا يعرف لكونه لا يدرك.