نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 40
كذلك قياس السبب الأول والعقل الأول والحق
الأول ، وعقولنا نحن. ليس نقص معقوله عندنا لنقصانه في نفسه ، ولا عسر إدراكنا له
لعسره في وجوده ، لكن لضعف قوى عقولنا نحن عسر تصوره [١].
فتكون المعقولات التي هي في أنفسنا
ناقصة ، وتصورنا لها ضعيف. وهذا على ضربين : ضرب ممتنع من جهة ذاته أن يتصور فيعقل
تصورا تاما لضعف وجوده ونقصان ذاته وجوهره ، وضرب مبذول من جهة فهمه وتصوره على
التمام وعلى أكمل ما يكون. ولكن أذهاننا وقوى عقولنا ممتنعة ، لضعفها وبعدها عن
جوهر ذلك الشيء ، من أن نتصوره على التمام وعلى ما هو عليه من كمال الوجود. وهذان
الضربان كل واحد منهما هو من الآخر في الطرف الأقصى من الوجود : أحدهما في نهاية
الكمال ، والآخر في نهاية النقص [٢].
ويجب إذا كنا نحن ملتبسين بالمادة ، كانت
هي السبب في أن صارت جواهرنا جوهرا يبعد عن الجوهر الأول ، إذ كلما قربت
[١] يعسر علينا ادراك
الله لشدة كماله وعظمته من جهة ولضعف قوى عقولنا وملامستها المادة من جهة ثانية.
[٢] تكون المعقولات
في أنفسنا ناقصة لسببين ١) إما لضعف وجود المعقولات ونقصان جوهرها ٢) وإما لشدة
تمامها.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 40