responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة نویسنده : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 95

رأيت النخل. وفي رواية : رأيت السواد ، أي نخلة الكوفة [١]. فقال له جماعة من أصحابه : والله ، إنّ في هذا المكان ما رأينا نخلة قطّ! فقال الحسين (عليه السّلام) : «فما ترونه؟». قالوا : نراه والله آذان الخيل. قال (عليه السّلام) : «وأنا أرى ذلك». ثمّ قال : «ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله خلف ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد؟». فقلنا له : بلى ، هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك ، فإن سبقت إليه فهو كما تريد. فأخذ يسير إليه متياسراً حتّى وصل إليه.

فمالَ بالركبِ إلى ذي حُسمِ

وجاءهُ الحرُّ فكان الملتقى

(حُسَم) : بالضم ثم الفتح ، مثل جرذ وصرد ، كأنّه معدول من حاسم ، وهو المانع ، اسم موضع. ويروى بضمتين ، هضبة منيعة. وقيل : جبل كان النعمان بن المنذر يصطاد به. وفيه للنابغة أبيات ، وقد ذكرها أيضاً يحيى المعروف بالمهلهل [٢] بشعره :

أليلتنا بذي حُسمٍ أنيري

إذا أنت انقضيت فلا تحوري [٣]

فإن يكُ بالذنائب طال ليلي

فقد أبكي من الليل القصيرِ [٤]

قلت : يروى أنه لمّا بانت للحسين (عليه السّلام) طلايع الخيل مال بأصحابه إلى ذي حسم. قال الراوي : فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل [٥]


[١] كان قد كثر النخل آنذاك في طفّ العراق بسبب العيون التي فيه.

ذكر البلاذري قال : حدّثني الأثرم ، عن عبيدة ، عن عمرو بن العلاء قال : لمّا رأت العرب كثرة القرى والنخل والشجر قالوا : ما رأينا سواداً أكثر. والسواد : الشخص ؛ فلذلك سمّي السواد سواداً.

[٢] وقيل : المهلهل هو كليب ، واسمه عدي بن ربيعة ، وإنّما قيل له : المهلهل لأنّه أوّل مَنْ هلهل الشعر ، أي أرقّه. ولمّا قُتل أخوه كليب شمّر المهلهل فترك النساء والغزل ، وحرّم القمار والشراب ، واستعدّ لحرب بكر آخذاً بثأر أخي كليب ، فدارت من ذلك حروب طاحنة ووقائع عديدة.

[٣] تحوري : أي ترجعي.

[٤] انظر النويري ـ نهاية الأرب ـ ج ١٥ ص ٤٠١.

[٥] يُقال : أقبلت هاديات الخيل ، وهو أديها ، أي مقدماتها. مفردها الهادية.

نام کتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة نویسنده : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست