وذكر البكري [٢]
التنعيم على لفظ المصدر ؛ من نعمته تنعيماً ، وهو بين مرّ وسرف ، بينه وبين مكّة
فرسخان ، ومن التنعيم يحرم مَنْ أراد العمرة. وهو الذي أمر رسول الله (صلّى الله
عليه وآله) عبد الرحمن بن أبي بكر (رض) أن يعمر منه عائشة. وإنّما سمّي التنعيم ؛
لأنّ الجبل الذي عن يمينه يُقال له : ناعم ، والوادي نعمان. وروى يوسف بن ماهك عن
حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيها : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
قال له : «يا عبد الرحمن ، أردف اُختك عائشة فاعمرها من التنعيم ، فإذا هبطت بها
من الأكمة فلتحرم ؛ فإنّها عمرة متقبّلة». وفي مراصد الاطّلاع [٣]
، قلت : لا خلاف بين الناس أنّه على ثلاثة أميال من مكّة. وفي التنعيم قُتل زيد بن
الدثنة ، وصلب خبيب بعد واقعة يوم الرجيع في غزاة هذيل ، وكان قد بعث رسول الله (صلّى
الله عليه وآله) سرية إلى غزو هذيل. قال ابن هشام [٤]
: وأمّا زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن اُميّة ليقتله بأبيه اُميّة بن خلف ، وبعث
به صفوان بن اُميّة مع مولى له (نسطاس) إلى التنعيم ، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه.
واجتمع رهط من قريش منهم أبو سفيان بن حرب ، فقال له أبو سفيان حين قُدّم ليُقتل :
أنشدك
[١] هو أبو المظفر
محمد بن العباس ، ينتهي نسبه إلى معاوية الأصغر. توفّي في ٢٠ ع ٥٧١ هـ بأصفهان ـ
ابن خلكان ـ.
[٢]انظر معجم ما
استعجم ـ الوزير البكري / ٢٠٠. طبع أوربا.