نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 66
موسى ، وإجابة الرسول
لمن يسلّم عليه وهو في القبر ، وإجابة الأئمة لنا حين نخاطبهم ، لأنّ الموت
بالمنظور الإلهي هو الحياة الدائمة لا الفناء ، وهو وجود لا عدم ؛ لأنّه
جل وعلا خلقهما معا لقوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ).
[١]
فلو كان الموت هو الحياة ، فما أوجه
الشبه بينه وبين الحياة الدنيوية ؟ وهل يعقل أن يحيا شخص دون أن يتكلم أو يأكل أو يشرب و ...
هذه أمُور يجب أن تطرح ويُبحث في
جوانبها ، لكنّ من المؤسف حقاً أنّ هناك طوائف من الأُمة لا تدرك عمق هذه
الأفكار ، فيتعاملون مع النبي والأئمة كأنهم أُناسٌ عاديّون بعيدون عن
الملكات المعنوية الإلهية ، فترى أبا بكر مثلاً لا يعرف كنه آية التطهير
فيتعامل مع الصدّيقة فاطمة الزهراء كما يتعامل مع أدنى امرأة من المسلمين
تماماً ، وعمله هذا مخالف لصريح القرآن المجيد وما جاء به الرسول الأمين.
إن عدم تفهّمهم ودركهم لهذه الخصائص
الإلهية قد يرجع إلى قلّة المعرفة بمكانة هؤلاء العباد المخلصين ، وقد يكون
ـ علاوة على ذلك ـ لمطامع شخصيّة ، والثاني هو الأقرب إلى الحقيقة ومجريات
الأحداث.