نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 138
وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن
هذا أحب إليّ وأقرّ لعيني وأدحض لحجّةِ أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله.
فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار
كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري
هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقى إلى معلمي الكتاتيب ،
فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلّموه كما
يتعلمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك
ما شاء الله ). [١]
وكان مما رووه في أبي بكر أنه كان يلقب
بالصدّيق في الجاهلية ، [٢]
وذلك تنظيراً بما كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله
من أنّه كان يعرف في الجاهلية بالصادق الأمين.
كما وضعوا أنه المعني بقوله تعالى : (
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) ، قال عطاء : الذي جاء بالصدق محمد ، فأفاض من بركات أنوار صدقه على أبي بكر ، فسمي صدّيقاً ، [٣]
أو أنّه سبحانه سمّى أبا بكر صدّيقاً في تنزيله فقال : والذي جاء بالصدق وصدّق به. [٤]
ووضعوا على لسان علي عليهالسلام أنه كان يحلف بالله أن
الله تعالى أنزل اسم أبي بكر من السماء : الصدّيق. [٥]
كما اختلقوا على عليٍّ عليهالسلام أنّه سُئل عن أصحاب
رسول الله ، فقالوا له : أخبرنا عن أبي بكر بن أبي قحافة ، قال : ذاك امرؤ سماه الله الصدّيق على لسان جبرائيل