responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 135

والوقوع في الضلال ، وبنفس الطريقة صرحت السيدة فاطمة الزهراء في خطبتها المعروفة بوجود مؤامرة على السنّة المحمدية الأصيلة ودعتهم إلى الابتعاد عن الشيطان الغوي الذي أفرد شباكه وزين مرتعه لهم ، فقالت سلام الله عليها :

فلما اختار الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت فيكم حسيكةُ النفاق ، وسمل جلبابُ الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خاملُ الآفلين ، وهدر فنيقُ المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسهُ من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، فوسمتُم غير أبلِكم ، وأوردتُم غير شربكم ، هذا والعهدُ قريب ، والكلم رحيبٌ ، والجرح لما يندمل ، والرسول لما يُقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ، ( أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) ، فهيهات منكم ، وكيف بكم ؟ وأنَّى تؤفكون ؟ وكتاب الله بين أظهركم اُموره ظاهرةٌ ، وأحكامُهُ زاهرةٌ ، وأعلامه باهرةٌ ، وزواجرُهُ لائحةٌ ، وأوامره واضحة ، وقد خلفتُموه وراء ظهوركم ، أرغبةً عنه تُريدون ؟ أم بغيره تحكُمُون ؟ ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ، ثمَّ لم تلبثوا إلّا ريثَ أن تسكن نفرتُها ، ويُسلس قيادُها ، ثمَّ أخذتم تورونَ وقدتَها ، وتهيجُون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاءِ أنوارِ الدين الجليِّ ، وإخمادِ سنن النَّبيَّ الصفيِّ ، تُسِرُّون حسوا في ارتغاء ، وتمشون لأهله وولده في الخَمَرِ الضَّرَّاء ، ونصبر منكم على حزِّ المُدى وَوَخْزِ السَّنانِ في الحَشا.

بهذا المنهج الوعظي العلمي المتَّزن وبّختْ السيدة فاطمة قومَها وأرشدتهم إلى عدم الوقوع في الفتنة والانقلاب على الأعقاب ؛ لأن الشيطان الرجيم أطلع رأسه من مغرزه ، هاتفاً بهم فألفاهم لدعوته مستجيبين ؛ ذلك الشيطان الذي قال :

نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست