نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 98
فأما قولهم في
قصّة المغارة والظّبية ، فهو قليل في كرامته وجائز عليه.
وأما قولهم : نظر
في الكوكب فقال : (هذا رَبِّي) ، معتقدا لذلك
فباطل ، فإنّ هذا القول كفر صراح ، وما كفر نبيّ قطّ ولا سجد لوثن قبل النّبوّة
ولا بعدها ، ولا تفوّه أحد من الأمّة بذلك قطّ ، كان محقّا أو غير محق.
جاء في الأثر في
خروج نبينا صلىاللهعليهوسلم صغيرا مع عمّه أبي طالب إلى الشام ، أنّه لما مرّ بصومعة
بحيرا الرّاهب [١] نزل إليه في حديث يطول ذكره ، إلى أن قال له : باللاّت
والعزّى يا غلام ما اسمك؟.
فقال له : إليك
عنّي ، فو الله ما تكلّمت العرب بكلمة هي أثقل عليّ من هذه الكلمة!.
فحاشا لأنبياء
الله تعالى من اعتقاد الكفر في وقت من الأوقات!.
وكيف ، وقد جاء في
الصّحيح أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم إذ كان غلاما كان يوما ينقل الحجارة مع عمّه أبي طالب
لإصلاح ما ثلم في الكعبة [٢] ، وهو عار ، فسقط على وجهه في الأرض مغشيا عليه ، فلما
أفاق قال له عمّه : ما بالك؟ فقال : رأيت شخصا أشار إليّ أن استتر. وكان ذلك
الشّخص الملك. فهذا صغير ينبّهه الملك على أدب من آداب الشّريعة قبل التّكليف. فما
ظنّك بحمايتهم من الكفر؟ على أنّ منهم من أوتي الحكم صبيّا ، كيحيى عليهالسلام. قال تعالى : (وَآتَيْناهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا) [مريم : ١٩ / ١٢]
، وعيسى عليهالسلام تكلّم في المهد صبيّا بالحكمة ، حيث قال : (إِنِّي
عَبْدُ اللهِ)