نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 95
فصل
[تعقيب على قصة نوح عليهالسلام]
ثم إن لله تعالى
أن يعتب أنبياءه وأصفياءه ، ويؤدبهم كما تقدّم ، ويطلبهم بالنّقير والقطمير [١] ، من غير أن يلحقهم في ذلك نقص من كمالهم ، ولا غضّ من
أقدارهم ، حتى يتمحّصوا للعبوديّة ، والقيام في نطاق الخدمة ، والقعود على بساط
القربة.
ألا ترى كيف نهى
الله تعالى نبينا صلىاللهعليهوسلم عن النّظر لبعض المباحات فقال : (لا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) [الحجر : ١٥ / ٨٨]. ونهاه أن يتبع النظرة الأولى ثانية ،
فقال له : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ
زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) [الكهف : ١٨ / ٢٨]
مع قوله تعالى في مقام آخر : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ
زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) [الأعراف : ٧ / ٣٢].
فإذا لم يحرّم أكل
الطيّبات والتمتّع بالزّينة إذا كانت من كسب الحلال ، ـ والنّظر في الحسن من
التمتّع والزّينة ـ فكيف يحرم النّظر إليها؟ لكن كما قال المشايخ : حسنات الأبرار
سيّئات المقرّبين!.
جاء في الصحيح ،
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال يوم الفتح [٢] : «ما كان لنبيّ أن يكون له خائنة الأعين».