نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 39
فصل [قصّة نبيّ الله داود عليهالسلام]
فأمّا قصّة داود عليهالسلام فهي مذكورة على الكمال مفصّلة في قوله تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ
الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) إلى قوله [١] : (وَخَرَّ راكِعاً
وَأَنابَ) [ص : ٣٨ / ٢٤].
قال تعالى : (وَهَلْ
أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) الآية.
اعلم ـ رحمك الله
ـ أنّ استفهام الله تعالى لخلقه لا يجوز أن يحمل على حقيقة الاستفهام لوجوب إحاطة
علمه تعالى بجميع المعلومات على أتمّ التّفصيل ، فلم يبق إلا أن يكون الاستفهام
هنا بمعنى التّقرير والتّنبيه لنبيّه ـ عليهالسلام ـ ليتهيّأ لقبول الخطاب ، وليتفهّم ما يلقى إليه من غرائب
العلم وعجائب الكائنات ، وأمّا إفراد الخصم وهما خصمان ، فالعرب تسمّي الواحد
بالجمع والجمع بالواحد على وجه ما ، فتقول : (خصما) للواحد والجمع [٢] ، كما تقول (ضيفا) للواحد والجمع ، وقال الله تعالى : (هَلْ
أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) [الذاريات : ٥١ / ٢٤ ـ ٢٥] ، فسمّاهم باسم الواحد ونعتهم
بالجمع في قوله : (الْمُكْرَمِينَ) ، وكذلك (إِذْ
دَخَلُوا عَلَيْهِ).