نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 131
ألا ترى كيف قال
الله تعالى : (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ
رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) [القلم : ٦٨ / ٤٩] معناه : لو لا ما عصمناه ورحمناه لأتى ما
يذمّ عليه على أصل الجواز لا على فرع الوقوع.
وهذا من النّمط
الذي قدّمناه في قصة إبراهيم ـ عليهالسلام ـ حيث قال : (وَاجْنُبْنِي) [إبراهيم : ١٤ / ٣٥] وهي أن يعبد الأصنام وهو قد أمن من ذلك
بالخبر.
وقوله تعالى في
قصة شعيب ـ عليهالسلام ـ (وَما يَكُونُ لَنا
أَنْ نَعُودَ فِيها إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا) [الأعراف : ٧ / ٨٩]. وقوله تعالى لنبينا ـ عليهالسلام ـ (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ
بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) [الإسراء : ١٧ /
٨٦] وهو تعالى لم يشأ ذلك ، بالخبر.
وأمّا قوله تعالى
لنبينا عليهالسلام : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) [القلم : ٦٨ / ٤٨]
يعني كيونس عليهالسلام في فراره حين ضاق صدره كما قدّمناه. وقال تعالى : (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) [الحجر : ١٥ / ٩٧] كما ضاق صدر يونس ، فلا تفرّ كفراره.
ولذا جاء عنه عليهالسلام[١] : «لا تفضّلوني على يونس بن متّى» لما قيل له : (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ
الْحُوتِ) فنهاه أن يفعل فعله في قصّة مخصوصة خاف على قلوب عوام
أمّته من اعتقاد هذه القولة على خلاف ما هي به ، فيعتقدون أنّها نهي له على العموم
، وحاشى وكلا ، وكيف يصحّ فيها العموم وقد أمره تعالى أن يتخلّق ويقتدي ويهتدي
بأخلاقه وأخلاق نظرائه عليهمالسلام ، حيث قال له : (أُولئِكَ الَّذِينَ
هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام : ٦ / ٩٠]
فقال ذلك والله أعلم.
[١] في صحيح مسلم ٤ /
١٨٤٤ من حديث أبي هريرة رضياللهعنه
عن النبي صلىاللهعليهوسلم
أنه قال : «لا تفضّلوا بين أنبياء الله ... ولا أقول إنّ أحدا أفضل من يونس بن متّى عليهالسلام». وفي صحيح مسلم
أيضا ٤ / ١٨٤٦ من حديث ابن عبّاس رضياللهعنه
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم
أنّه قال : «ما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متّى».
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 131