نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 86
المجلس التاسع والثلاثون
لمّا نزل الحسين (ع) ببطن العقبة ، لقيه
شيخ من بني عكرمة يقال له عمرو بن يؤذان ، فسأله : أين تريد؟ فقال الحسين (ع) : «الكوفة».
فقال الشيخ : أنشدك الله لمّا انصرفت ، فوالله ما تقدم إلاّ على الأسنّة وحدّ
السّيوف ، وإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ، ووطّؤوا لك
الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً ، فأمّا على هذه الحال التي تذكر ، فإنّي لا
أرى لك أنْ تفعل. فقال له الحسين (ع) : «يا عبد الله ، ليس يخفى عليّ الرأي ،
ولكنّ الله تعالى لا يُغلب على أمره». ثمّ قال (ع) : «والله ، لا يدعوني حتّى
يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فاذا فعلوا سلّط الله عليهم مَن يذلّهم حتّى يكونوا
أذلّ فِرق الاُمم». ثم سار (ع) من بطن العقبة حتّى نزل (شراف) ، فلمّا كان في
السّحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثمّ سار منها حتّى انتصف النّهار فبينا
هو يسير إذ كبّر رجل من أصحابه ، فقال الحسين (ع) : «الله أكبر ، لِم كبّرت؟». قال
: رأيت النّخل. فقال له جماعة من أصحابه : والله ، إنّ هذا المكان ما رأينا به
نخلة قط! فقال لهم الحسين (ع) : «فما ترونه؟». قالوا : نراه والله أسنّة الرماح
وآذان الخيل. قال (ع) : «وأنا والله أرى ذلك». ثمّ قال (ع) : «ما لنا ملجأ نلجأ
إليه فنجعله في ظهورنا ، ونستقبل القوم بوجه واحد؟». فقالوا له : بلى ، هذا هو ذو
حُسُم [١] إلى جنبك
فمل إليه عن يسارك ، فإنْ سبقتَ إليه فهو كما تريد. فأخذ إليه ذات اليسار ومِلنا
معه ، فما كان بأسرع من أنْ طلعت علينا هوادي [٢]
الخيل فتبينّاها وعدلنا ، فلمّا رأونا عدلنا عن الطريق ، عدلوا إلينا كأنّ أسنّتهم
اليعاسيب [٣]
، وكأنّ راياتهم
[١] بحاء وسين
مهملتين مضمومتين وميم : جبل كان النّعمان يصطاد فيه ، وفيه يقول مهلهل :