responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 530

السّن) من بني مخزوم يُحبه ويلعب معه ، فشكا المخزومي إلى أسد الضرَّ والمجاعة ، فدخل أسد على اُمّه يبكي وأخبرها بذلك ، فأرسلت إلى اُولئك بدقيق وشحم ، فعاشوا فيه أيّاماً ، ثمّ أتى المخزومي إلى أسد مرّة ثانية وشكا إليه الجوع ، فأخبر أسد أباه هاشماً بذلك ، فقام هاشم خطيباً في قريش ، فقال : إنّكم أجدبتم جدباً تقلّون فيه وتذلّون ، وأنتم أهل حرم الله وأشراف ولد آدم ، والنّاس لكم تبع. قالوا : نحن تبع لك فليس عليك منّا خلاف. فجمع كلَّ بني أب على الرّحلتين ؛ في الشّتاء إلى اليمن وفي الصّيف إلى الشّام للتجارات ، فما ربح الغنيُّ قسّمه بينه وبين الفقير حتّى كان فقيرهم كغنيهم ، فجاء الإسلام وهم على ذلك ، فلم يكن في العرب بنو أب أكثر مالاً ولا أعزّ من قريش ، وهذا معنى قول الشّاعر :

يا أيُّها الرَّجلُ المُحوِّلِ رحْلَهُ

هلاَّ نزلتَ بآلِ عبدِ مَنافِ

هبلتكَ اُمّكَ لو نزلْتَ بحيِّهمْ

أمنوكَ منْ جُوعٍ ومنْ إقرافِ

الآخذونَ العهْدَ منْ آفاقِها

والرّاحلونَ لرحْلَةِ الإيلافِ

والرائشونَ وليس يوجدُ رائشٌ

والقائلون هلُمَّ للأضيافِ

والخالطونَ فقيرَهُمْ بغنيِّهمْ

حتّى يكونَ فقيرُهُمْ كالكافي

واستقرّت الرّياسة لهاشم ، وصارت قريش له تابعة تنقاد لأمره وتعمل برأيه ، وكانت الرّفادة والسّقاية في مكّة لأبيه عبد مناف ، فملك هاشم بعد أبيه الرّفادة والسّقاية ، ثمّ وليهما بعده ولده المطّلب ؛ لأنّ عبد المطّلب كان صغيراً ، ثمّ وليهما عبد المطّلب. والسّقاية : هي سقاية الحاجّ ، كانوا يسقون الحاجّ الماء والشّراب ، كانوا يطرحون الزّبيب في الماء ويسقونه الحجيج. والرّفادة : هي إطعام الحجّاج ، فكان هاشم يعمل الطّعام للحجّاج ، يأكل منه مَن لم يكن له سعة ولا زاد ، ويُقال لذلك الرّفادة. وكان هاشم إذا هلّ هلال ذي الحجّة ، قام في صبيحة ذلك اليوم وأسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها ، ويخطب ويقول في خطبته : يا معشر قريش ، إنّكم سادة العرب ، أحسنها وجوهاً وأعظمها أحلاماً ، وأوسط العرب أنساباً وأقرب العرب بالعرب أرحاماً. يا معشر قريش ، إنّكم جيران بيت الله ، أكرمكم الله بولايته وخصّكم بجواره دون بني إسماعيل ، وأنّه يأتيكم زوّار الله يُعظّمون بيته فهم أضيافه ، وأحقّ مَنْ أكرم أضياف الله أنتم ، فأكرموا ضيفه وزوّاره ؛ فإنّهم يأتون شُعثاً غُبراً من كلِّ بلد على ضوامر كالقدح ، فأكرموا ضيفه وزوّار بيته. فوربِّ هذه البنيّة ، لو كان لي مال يحتمل ذلك لكفيتكموه ، وأنا مخرجٌ من طيب مالي وحلالي ما لم يُقطع فيه رحم ، ولم يُؤخذ بظلم ، ولم يدخل فيه

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست