نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 529
المجلس الثّالث عشر بعد
المئتين
كان هاشم بن عبد مناف أحد أجداد النّبي (ص)
سيّد رجال قريش وحكّامهم ، وكان يحمل ابن السّبيل ويؤدّي الحقوق ، وكان يُضرب
بجوده المثل. وكان قد تولّى أمر مكّة بعد أبيه ، وساد قومه بما كان عليه من محاسن
الأخلاق وجليل الشّيم ، وكمال الشّجاعة ووافر الكرم ، وغاية الفصاحة وغير ذلك من
الصّفات الفاضلة التي لم يطاوله بها أحد. واسمه عمرو ، ولُقّب هاشماً ؛ لأنّه أوّل
مَن هشم الثّريد ـ وهو الخبز مع اللحم المطبوخ بالماء ـ وأطعمه النّاس بمكّة في
سنة مجدبة رحل فيها إلى فلسطين ، فاشترى منها الدّقيق وقدم به إلى مكّة ، ونحر
الجزر وجعلها ثريداً عمّ به أهل مكّة. وهو الذي كان يقوم بأمر النّاس في السّنين
المُجدبة ويُطعمهم أحسن الطّعام ؛ ولذلك لهجت ألسنة العرب على اختلافهم في القبائل
بالثّناء عليه. وهو أوّل من سنّ الرّحلتين لقريش ، رحلة الشّتاء إلى اليمن ورحلة
الصّيف إلى الشّام ، اللتين ذكرهما الله تعالى في القرآن الكريم بقوله : (لأَيلاَفِ
قُرَيْشٍ * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) وفي ذلك يقول الشّاعر :
عَمرُو العُلا هشمَ الثَّريدَ لقومِهِ
ورجالُ مكَّةَ مُسْنتونَ عِجافُ
بَسطُوا إليهِ الرّحلَتينِ كليْهما
عند الشّتاءِ ورحلة الأصيافِ
وكان السّبب في سَنِّ هاشم الرّحلتين ما
ذكره عطاء عن ابن عباس : إنّ قريشاً كانوا إذا أصاب واحداً منهم مخمصة ، خرج هو
وعياله إلى موضع وضربوا على أنفسهم خباءً حتّى يموتوا. وكان ذلك من عادات
الجاهليّة ؛ كانوا يفعلونه ترفّعاً عن السّؤال ، إلى أنْ جاء هاشم بن عبد مناف ، وكان
سيّد قومه ، وله ابن يُقال له أسد ، وهو والد فاطمة بنت أسد اُمِّ أمير المؤمنين
علي (ع). ولأسد تِرب (أي : مقارن في
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 529