نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 453
المجلس التاسع والثمانون بعد
المئة
روى مسلم في (صحيحه) ، وأحمد بن حنبل في
(مسنده) بسنديهما ، عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله (ص) فينا خطيباً بماء
يُدعى : خماساً ، بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ
قال (ص) : «أمّا بعد ، أيّها النّاس ، فإنّما أنا بشر يوشك أنْ يأتيني رسول ربّي
فاُجيب ، وأنا تاركٌ فيكم ثِقْلين ؛ أوّلهما كتاب الله فيه الهدى ، فخذوا بكتاب
الله واستمسكوا به». فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال (ص) : «وأهل بيتي ،
اُذكّركم الله في أهل بيتي! اُذكّركم الله في أهل بيتي! اُذكّركم الله في أهل
بيتي!». فقال الراوي : ومَن أهل بيته يا زيد؟ نساؤه من أهل بيته؟ فقال : لا ، ولكن
أهل بيته من حرم الصدقة بعده. وروى مسلم حديث الثقلين بثلاثة طرق اُخرى ، وفي
أحدهما قلنا : منْ أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من
الدهر ، ثمّ يُطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصلُه وعصبته. وأخرج أحمد
بن حنبل في (مسنده) حديث الثقلين بعدّة طرق ، عن النّبي (ص) أنّه قال : «إنّي قد
تركتُ فيكم ما إنْ أخذتم به ـ أو تمسكتم به ـ لنْ تضلَوا بعدي ، الثقلين أحدهما
أكبر من الآخر ؛ كتاب الله عزَّ وجل حبلٌ ممدودٌ من السّماء إلى الأرض ، وعترتي
أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لَنْ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ،
فانظروا بِمَ تُخلّفوني فيهما؟» أو «كيف تُخلّفوني فيهما؟». دلّت هذه الأحاديث على
عصمة أهل البيت عليهمالسلام
؛ لأنّه عليه الصلاة والسّلام أوجب التمسك بالعترة كما أوجب التمسك بالكتاب ،
وأخبر أنّ المتمسك بهما لنْ يضلّ ، وأنّهما لنْ يفترقا ، فلا يفارق الكتاب العترةَ
، ولا تفارق العترةُ الكتابَ إلى يوم القيامة ، ولا يكون ذلك إلاّ مع عصمة العترة.
فدلّ على أنّ المراد بالعترة : ليس جميع بني هاشم ؛ لأنّ كثيراً منهم تصدر منهم
الذنوب ، ويفارقون القرآن ، فالمتمسك بهم لا يأمن من الضلال ، بل هم الأئمة الاثنا
عشر ؛ للاتّفاق على عدم عصمة غيرهم من بني هاشم. وقد دلّ قوله (ص) : «أنّهما لن
يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». على وجود إمام معصوم من العترة في كلّ زمان ، ولا
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 453