responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 446

وكان يمسك بركاب الحسنين عليهما‌السلام حتّى يركبا ، ويقول : هُما ولدا رسول الله (ص). وقال له معاوية لمّا قُبض الحسن (ع) : أصبحت سيّد بني هاشم. فقال : أما وأبو عبد الله حيّ فلا. ولمّا عزم الحسين (ع) على الخروج إلى العراق ، جاءه عبدالله بن عباس فنهاه عن الخروج ، فقال (ع) : «أستخير الله وانظر ما يكون». ثمّ أتاه مرّة ثانية فأعاد عليه النَهي ، وقال : إنْ أبيت إلاّ الخروج فاخرج إلى اليمن. فقال الحسين (ع) : «يابن عمّ ، والله ، إنّي لأعلمُ أنّك ناصحٌ مشفق ، وقد ازمعتُ وأجمعت المسير». فخرج ابن عبّاس ومرّ بابن الزّبير ، وأنشد :

يا لكِ منْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ

يا لكِ منْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ

ونقِّري ما شِئْتِ أنْ تُنقِّري

هذا حسينٌ خارجٌ فأبشِري

ثُمّ أتاه هو وابن الزّبير ، وأشار عليه بالإمساك عن المسير إلى الكوفة ، فقال لهما : «إنّ رسول الله (ص) قد أمرني بأمرٍ وأنا ماضٍ فيه». فخرج ابن عبّاس ، وهو يقول : وا حُسيناه! ولمّا دعاه ابن الزّبير ـ بعد قتل الحسين (ع) ـ إلى بيعته فامتنع ، وكتب إليه يزيد يشكره على ذلك ، ويَعدُه البرّ والصّلة ، كتب ابن عبّاس إلى يزيد ذلك الكتاب العظيم ، الذي يقول من جملته : إنّك تسألني نصرتك وقد قتلتَ حسيناً (ع) وفتيان عبد المطّلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام ، غادرتْهم خيولك بأمرك في صعيد واحد ، مرمّلين بالدّماء ، مسلوبين بالعراء ، لا مُكفّنين ولا موسّدين ، تسفي عليهم الرياح وتنتابهم عرج الضّباع ، وما أنسى من الأشياء فلستُ بناسٍ طردك حسيناً (ع) من حرم رسول الله (ص) إلى حرم الله ، وتسييرك إليه الرجال لتقتله في الحرم. ألا وإنّ من أعجب الأعاجيب ، وما عسى أنْ أعجب ، حملك بنات عبد المطّلب وأطفالاً صغاراً من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوب.

نصرتَ ابنُ عبّاسٍ حسينَ بنَ فاطمٍ

بحدِّ لسانٍ ما عنْ السّيفِ يَنقصُ

دعتْكَ إليه شِيمةٌ هاشميّةٌ

فحقّاً لأنتَ الهاشميُّ المُخلَصُ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست