responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 445

استقبل بي وجه ابن الزّبير ، وارفع من صدري ـ وكان قد كُفّ بصرُه ـ. فاستقبل به وجهه ، فحسر عن ذراعيه ، ثمّ قال : يابن الزّبير :

قدْ أنصفَ القارَةَ مَنْ رامَاهَا

إنّا إذا ما فئةً نلقاهَا

نردُّ اُولاهَا على اُخراهَا

حتّى تصيرَ حَرضاً دَعْواها

فأمّا العمى ، فإنّ الله تعالى يقول : (فَإِنّهَا لاَ تَعْمَى‌ الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَي الْقُلُوبُ الّتِي فِي الصّدُور) وأمّا فُتياي في القملة والنّملة ، فإنّ فيهما [حكمين] لا تعلمهما أنت ولا أصحابك ؛ وأمّا قتالنا اُمّ المؤمنين ، فبنا سُمّيت اُمّ المؤمنين ، لا بك ولا بأبيك ، فانطلق أبوك وخالك إلى حجاب مدّه الله عليها ، فهتكاه عنها ، ثمّ اتخذاها فتنة يقاتلان دونها ، وصانا حلائلهما ، فلا أنصفا الله ولا محمّداً من أنفسها ؛ إذ أبرزا زوجة نبيّهما وصانا حلائلهما. وأمّا قتالنا إيّاكم ، فإنّا لقيناكم زحفاً ، فإنْ كنّا كفّاراً ، فقد كفرتم بفراركم منّا ، وإنْ كنّا مؤمنين ، فقد كفرتم بقتالكم إيّانا. وأيَم الله ، لولا مكان صفيّة فيكم ، ومكان خديجة فينا ، لَمَا تركت لبني أسد بن عبد العُزّى عظماً إلاّ كسرتُه. فقال في ذلك أيمن بن خريم الأسدي :

يا بنَ الزُّبيرِ لقدْ لاقيتَ بائقةً

من البوائقِ فالطُفْ لُطفَ مُحتالِ

لاقيْتهُ هاشميّاً طاب مَنْبتُهُ

في مغرسيهِ كريمَ العمِّ والخالِ

ما زالَ يقرعُ منكَ العظْمَ مُقتَدِراً

على الجوابِ بصوتٍ مُسمعٍ عالي

حتّى رأيتُكَ بينَ النّاسِ مُحتَجِراً

خلفَ الغبيطِ وكُنتَ الباذخَ العالي

إنّ ابنَ عبّاسٍ المعْرُوفُ حكمتُهُ

خيرُ الأنامِ له حالٌ مِنَ الحالِ

لمّا رماكَ على رُسلٍ بأسْهُمِهِ

جرتْ عليكَ كسوفُ الحالِ والبالِ

واعلمْ بأنّكَ إنْ عاودْتَ عيبتَهُ

عادَتْ عليكَ مخازٍ ذاتِ أذيالِ

فرحم الله ابن عبّاس ، فلقد كان من علماء بني هاشم وخطبائهم ، وله مواقف مشهورة ، ومقامات معدودة في نُصرة أمير المؤمنين (ع) وولده ، والذبّ عن حوزة الحقّ ، وفي المناظرة والاحتجاج مع عائشة اُمّ المؤمنين بالبصرة ، ومع أهل النّهروان ، ومع معاوية وابن العاص وابن الزّبير وغيرهم. وكان أمير المؤمنين (ع) يبعثه في المهمات ، واختاره للحكومة يوم الحكمين فأبى أهل العراق ، وكان تلميذ أمير المؤمنين (ع) وبه تخرّج ومنه تعلّم ، وكان مُخلصاً في ولائه وولاء ذرّيّته. ولمّا حضرته الوفاة ، قال : اللهمّ ، إنّي أتقرّب إليك بولائي لعلي بن أبي طالب (ع).

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست