نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 440
الحقّ؟ فأمّا إطراؤك
لأهل الشام ، فما رأيت أطوع لمخلوق ولا أعصى لخالق منهم ، ابتعت منهم دينهم
وأبدانهم بالمال ، فإنْ أعطيتهم حاموا عنك ونصروك ، وإنْ منعتهم قعدوا عنك ورفضوك.
قال معاوية : اسكت يابن صوحان ، فوالله ، لولا أنّي لمْ اتجرّع غصةَ غيظٍ قط أفضل
من حلم ، لَما عدتَ إلى مثل مقالتك. فقعد صعصعة ، فأنشأ معاوية يقول :
قبِلتُ جاهلَهُمْ حِلماً ومكْرُمةً
والحلمُ عنْ قُدرةٍ فضلٌ مِنَ
الكَرَمِ
وهذا الحلم الذي كان يظهره معاوية ،
إنّما كان حيث تقتضيه السّياسة ويخاف من عاقبة البطش ، وإلاّ فما باله قتل حِجر بن
عدي وأصحابه؟ وعمرو بن الحمق وأمثاله؟ وبعث أحد أصحاب حِجر إلى زياد فدفنه حيّاً ـ
كما رواه ابن الأثير ـ بعدما كان أمّن هؤلاء كلّهم؟ وحُمل عبد الله بن هاشم
المرقال إليه مُكبّلاً بالحديد؟ ونادى مناديه بعد صلح الحسن (ع) : أنْ برئت الذمّة
ممّن يروي حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته؟! واستعمل زياداً على الكوفة والبصرة
، فجعل يتتبّع الشيعة ويقتلهم تحت كلّ حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطّع الأيدي والأرجل
، وصلبهم في جذوع النخل ، وسَمل أعينهم ، وطردهم وشرّدهم حتّى نُفوا من العراق ،
فلم يبقَ بها أحد معروف ، وكتب إلى عمّاله بقتلهم على التهمة والظنّة. واقتدى به
ولده يزيد ، فولّى الكوفة والبصرة عبيد الله بن زياد ، كما ولاّهما أبوه زياداً ،
فقتل الشيعة وأخافهم ، وصلبهم في جذوع النخل ، كما فعل بميثم التمّار وأمثاله ،
حتّى آل أمره إلى قتل مسلم بن عقيل ورميه من أعلى القصر ، وإلى قتل ريحانة رسول
الله (ص) الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه ، ومنعه من الماء ، ورضّ جسده الشريف بعد
القتل بحوافر الخيل ، وحمل رأسه ورؤوس أصحابه من بلد إلى بلد ، وسبي نساء بيت
النّبوّة والرسالة ، ومقابلته لهنّ بأفظِّ القول وأجفاه.
بَنى لَهُمُ الماضونَ آساسَ هَذِهِ
فَعَلّوا عَلى آساسِ تِلكَ القَواعِدِ
أَلا لَيسَ فِعلُ الأَوَّلينَ وَإِنْ
عَلا
عَلى قُبحِ فِعلِ الأَخَرينَ بِزائِدِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 440