نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 425
المجلس الثامن والسّبعون بعد
المئة
قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : لم
يكن أحد أحبّ إلى معاوية أنْ يلقاه من أبي الطفيل الكناني ، وهو عامر بن وائلة ،
وكان فارس أهل صفّين وشاعرهم ، وكان من أخصّ النّاس بعلي (ع). فقدم أبو الطفيل
الشام يزور ابن أخ له من رجال معاوية ، فاُخبر معاوية بقدومه ، فأرسل إليه فأتاه ،
وهو شيخ كبير ، فلمّا دخل عليه ، قال له معاوية : أنت أبو الطفيل عامر بن وائلة؟
قال : نعم. قال معاوية : أكنت ممّن قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قال : لا ، ولكن ممّن
شهده فلم ينصره. قال : ولمَ؟ قال : لم ينصره المهاجرون والأنصار. فقال معاوية : أما
والله ، إنّ نُصرته كانت عليك وعليهم حقّاً واجباً ، وفرضاً لازماً ، فإذا
ضيّعتموه فقد فعل الله بكم ما أنتم أهله ، وأصاركم إلى ما رأيتم. فقال أبو الطفيل
: فما منعك يا أمير المؤمنين ، إذ تربّصت به ريب المنون ، أنْ تنصره ، ومعك أهل
الشام؟ فقال معاوية : أوَما ترى طلبي لدمه؟! فضحك أبو الطفيل ، وقال : ويلي!
ولكنّي وإيّاك كما قال عبيد بن الأبرص :
لأعرِفنّكَ بعدَ الموتِ تنْدبُني
وفي حَياتي ما زَوَّدتَني زادِي
فدخل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص
وعبد الرحمن بن الحكم ، فلمّا جلسوا نظر إليهم معاوية ، ثمّ قال : أتعرفون هذا
الشيخ؟ قالوا : لا. فقال معاوية : هذا خليل علي بن أبي طالب ، وفارس صفّين ، وشاعر
أهل العراق ، هذا أبو الطفيل. قال سعيد بن العاص : قد عرفناه ، فما يمنعك منه
وشتمه القوم؟ فزجرهم معاوية ، وقال : مهلاً ، فربَّ يومٍ ارتفع عن السُّباب ، قد
ضقتم به ذرعاً. ثمّ قال : أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل؟ قال : ما أنكرهم من سوء ،
ولا أعرفهم بخير. وأنشد شعراً :
فإنْ تكنْ العداوةُ قدْ أكنَّتْ
فشرُّ عداوةِ المرءِ السُّبابُ
فقال معاوية : يا أبا الطفيل ، ما أبقى
لك الدهر من حبّ علي؟ قال : حبّ اُمّ موسى
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 425