نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 419
وإذا كانتْ النّفوسُ كِباراً
تعبتْ في جِوارها الأجسامُ
فانظر إليه كيف ثبت في هذا المقام
الرهيب وسلّم نفسه للقتل ، ولم يبرأ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)! مقام
عظيم وأيَم الله ، وأيُّ مقام! فتسليم النّفس للقتل ليس بالأمر الهيّن. ولم يكتفِ
بتسليم نفسه للقتل حتّى قدّم ابنه للقتل أمامه ؛ خوفاً عليه من أنْ يرجع عن ولاية
علي (ع). والولد قطعة من الكبد ، ولا يعدل النفس شيئاً إلاّ الولد. ولهذا لمّا برز
علي الأكبر يوم كربلاء ، لم يملك أبوه الحسين (ع) دمعته مع ما اُوتيه من الصبر
العظيم ، وأرخى عينيه بالدموع وبكى ، ثمّ رفع سبابتيه نحو السّماء ، وقال : «اللهمّ
، كُنْ أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم غلام أشبه النّاس خَلْقاً وخُلقاً برسولك
، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيَّك نظرنا إليه».
يا كوكباً ما كان أقصرَ عُمرُهُ
وكذا تكونُ كواكبُ الأسحارِ
ولهذا أيضاً ، لمّا وصل الخبر إلى بشر
بن عمرو الحضرمي يوم عاشوراء : أنّ ابنه اُسّر بثغر الري ، قال : عند الله أحتسبه
ونفسي ، ما كنت أحبّ أنْ يُؤسر وأبقى بعده. فسمع الحسين (ع) مقالته ، فقال له : «رحمك
الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي ، فاذهب واعمل في فكاك ابنك». فقال : أكلتني السباع
حيّاً إنْ فارقتك. قال (ع) : «فأعطِ ابنك هذا هذه الأثواب البُرود ؛ يستعين بها في
فداء أخيه». فأعطاه خمسة أثواب بُرود قيمتها ألف دينار ، فحملها مع ولده.
لقدْ صَبرُوا صبْرَ الكرامِ وقدْ
قضَوا
على رغبةٍ منهُمْ حقوقَ المكارمِ
قساورةٌ يومَ القراعِ رماحُهُمْ
تكفَّلنَ أرزاقَ النّسورِ القشاعمِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 419