نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 41
المجلس السّادس عشر
روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ،
والكشي في كتاب الرجال : أنّ مروان بن الحكم كتب الى معاوية ـ وهو عامله على
المدينة ـ : أمّا بعد ، فقد ذكر لي أنّ رجالاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز
يختلفون إلى الحسين بن علي ، وإنّه لا يؤمن وثوبه ، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه
يريد الخلافة. فكتب إليه معاوية : إيّاك أنْ تعرض للحسين في شيء ، واترك حسيناً ما
تركك. وكتب معاوية إلى الحسين (ع) : قد انتهت إليّ اُمور عنك ، إنْ كانت حقاً
فإنّي أرغب بك عنها. ولعمر الله ، إنّ مَن أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء ،
وإنّ أحقّ النّاس بالوفاء مَن كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها
، ونفسك فاذكر وبعهد الله أوفِ ؛ فانّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكدك ،
فاتّقِ شقّ عصا هذه الاُمّة وأنْ يردهم الله على يديك في فتنة. وانظر لنفسك ولدينك
ولاُمّة محمّد ، ولا يستخفنّك السفهاء والذين لا يعلمون. فكتب إليه الحسين (ع) : «أمّا
بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت لي عنها راغب وأنا
بغيرها عندك جدير ، فإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلاّ الله تعالى ؛
وأمّا ما ذكرت إنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون المشّاؤون
بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون ، ما أردت لك حرباً ولا عليك
خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ومن الأعذار فيه إليك وإلى أوليائك
القاسطين الملحدين ، حزب الظلمة وأولياء الشياطين. ألستَ القاتل حِجْر بن عدي أخا
كندة وأصحابه المصلّين العابدين ، الذين كانوا ينكرون الظلم ويستفضعون البدع ،
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم
ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة ، لا
تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟! أولست قاتل عمرو
بن الحمق صاحب رسول الله (ص) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفرّ
لونُه ، فقتلته بعدما أمّنته وأعطيته من العهود ما لو فهمته العصم
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 41