نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 40
المجلس الخامس عشر
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق : أنّ نافع
بن الأزرق ـ وهو من رؤساء الخوارج ـ قال للحسين (ع) : صف لي إلهك الذي تعبده. فقال
(ع) : «يا نافع ، مَن وضَعَ دينه على القياس ، لم يزل الدهر في الالتباس ، مائلاً
إذا كبا عن المنهاج ، ظاعناً بالاعوجاج ، ضالاً عن السبيل قائلاً غير الجميل. يابن
الأزرق ، أصف إلهي بما وصف به نفسه ؛ لا يُدرك بالحواس ولا يُقاس بالنّاس ، قريب
غير ملتصق وبعيد غير مستقصى ، يوحَّد ولا يبعَّض ، معروف بالآيات موصوف بالعلامات
، لا إله إلاّ هو الكبير المتعال». فبكى ابن الأزرق وقال : ما أحسن كلامك! فقال (ع)
: «بلغني أنّك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعليَّ». قال ابن الأزرق : أما والله
يا حسين ، لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الأحكام. فقال له الحسين (ع) :
«إنّي سائلك عن مسألة». فقال : سل. فسأله عن قوله تعالى : (وَأَمّا
الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ). فقال (ع) : «يابن الأزرق ، مَن حفظ في
الغلامين؟». فقال أبوهما. فقال الحسين (ع) : «أبوهما خيرٌ أمْ رسول الله (ص)؟».
فقال ابن الأزرق : قد أنبأ الله تعالى عنكم أنّكم قوم خصمون.
أجل والله ، إنّ هذه الاُمّة لم تحفظ
رسول الله (ص) في ولدَيه الحسنَين عليهماالسلام
، فجرّعت ولده الحسن (ع) الغصص ودفعته عن مقامه ، وأسلمته إلى عدوّه حتّى قضى
شهيداً بالسمّ ، ومنعت من دفنه عند جدّه ؛ وخذلت ولده الحسين (ع) ولم تنصره ،
وحاربته وقتلته هو وأولاده وأهل بيته حتّى طفله الرضيع ، وقتلت أنصاره ، وسبت
نساءه من بلد الى بلد ، وهنّ عقائل بيت الوحي والنبوّة.
يا اُمّةٌ باعتْ بضائعَ دينِها
يومَ الطّفوفِ بخيبةٍ وشَقاءِ
خانتْ عهودَ محمّد في آلهِ
من بعدهِ وجزتْهُ شرَّ جزاءِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 40