نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 402
المجلس التاسع والستّون بعد
المئة
في العقد الفريد ، عن الشعبي قال : كتب
معاوية إلى واليه بالكوفة أنْ يحمل إليه اُمّ الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية
، وأعلمه أنّه مجازيه بالخير خيراً ، وبالشرِّ شرّاً بقولها فيه. فركب إليها
وأقرأها الكتاب ، فقالت : أمّا أنا فغير زائغة عن طاعة ، ولا معتلّة بكذب ، ولقد
كنت اُحبّ لقاءه لاُمورٍ تختلج في صدري ، فلمّا شيّعها وأراد مفارقتها ، قال لها :
يا اُمّ الخير ، إنّ معاوية كتب إليّ أنّه مجازيني بالخير خيراً ، وبالشرّ شراً ،
فمالي عندَكِ؟ قالت : يا هذا ، لا يُطمعك برّك بي أنْ أسرّك بباطل ، ولا تؤيسك
معرفتي بك أنْ أقول فيك غير الحقّ. فسارت خير مسير حتّى قدمت على معاوية ، فأنزلها
مع حرمه ثلاثاً ، ثمّ أدخلها عليه في اليوم الرابع ، وعنده جلساؤه ، فسلّمت عليه
بالخلافة ، فقال : وعليك السّلام يا اُمّ الخير. بحقٍّ ما دعوتني بهذا الاسم؟ قالت
: لكل أجلٍ كتاب. قال : صدقت ، فكيف حالك يا خالة؟ وكيف كنت في مسيرك؟ قالت : لم
أزل في خير وعافية حتّى صرتُ إليك ، فأنا في مجلس أنيق ، عند ملك رفيق. قال معاوية
: بحسن نيّتي ظفرت بكم؟ قالت : يعيذك الله من دحض المقال وما تؤدّي عاقبته. قال :
ليس هذا أردنا ، أخبرينا كيف كان كلامك إذ قُتل عمّار بن ياسر؟ قالت : لم أكنْ
زوّرته قبلُ ولا رويته بعدُ ، وإنّما كانت كلمات نفثها لساني عند الصدمة ، فإنْ
أحببت أنْ أحدث لك مقالاً غير ذلك فعلت. فالتفت معاوية إلى جلسائه ، فقال : أيّكم
يحفظ كلامها؟ فقال رجل منهم : أنا أحفظ بعض كلامها. قال : هات. قال : كأنّي بها
بين بردين كثيفي النسيج ، وهي على جمل أرمك بيدها سوط منتشر الظفيرة ، وهي كالفحل
يهدر في شقشقته ، تقول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ
زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ). إنّ الله أوضح لكم الحقّ ، وأبان الدليل
وبيّن السبيل ، ولم يدعكم في عمياء مدلهمّة ، فأين تريدون رحمكم الله؟ أفراراً عن
أمير المؤمنين؟ أمْ فراراً من الزحف؟ أمْ رغبة عن الإسلام؟ أمْ ارتداداً عن الحقّ؟
أمَا
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 402