نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 371
المجلس السّابع والخمسون بعد
المئة
كان عمّار بن ياسر رضوان الله عليه من
السّابقين الأوّلين ، هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة ، وصلّى إلى القبلتين ،
وشهد بدراً واليمامة وأبلى فيهما بلاءً حسناً. وكان هو واُمّه ممّن يُعذَّب في
الله ، فأعطاهم عمّار ما أرادوا بلسانه ، فنزل فيه : (إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ)
وقال رسول الله (ص) ـ كما رواه ابن حجر في الإصابة ـ : «مَن عادى عمّاراً عاداه
الله ، ومَن أبغض عمّاراً أبغضه الله». قال : وتواترت الأحاديث عن النّبي (ص) : «إنّ
عمّاراً تقتله الفئة الباغية». وأجمعوا على أنّه قُتل مع علي (ع) بصفّين. وفي
الإستيعاب : هذا من إخباره (ص) بالغيب وإعلام نبوّته ، وهو من أصحّ الأحاديث. وقال
رسول الله (ص) : «إنّ عمّاراً مُلئَ إيماناً إلى مشاشه [١]». ويُروى : «إلى أخمص قدميه». وقال (ص)
: «عمّارٌ جلدةٌ ما بين عيني». ورآه النّبي (ص) يوم بناء المسجد يحمل لبنتين
لبنتين ، وغيره لبنة لبنة ، فجعل ينفض التراب عنه ، ويقول : «ويح عمّار! يدعوهم
إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النّار». وقيل لحذيفة حين احتضر ـ وقد ذكر الفتنة ـ :
إذا اختلف النّاس بمَن تأمرنا؟ قال : عليكم بابن سُميّة ـ يعني : عمّاراً ـ ؛
فإنّه لنْ يفارق الحقّ حتّى يموت. وروى نصر بن مزاحم : أنّه لمّا كانت وقعة صفّين
، ونظر عمّار إلى راية عمرو بن العاص ، قال : والله ، هذه الراية قد قاتلتها ثلاث
عركات ، وما هذه بأرشدهن. ولمّا كان يوم صفّين خرج عمّار إلى أمير المؤمنين (ع) ،
فقال : يا أخا رسول الله ، أتأذن لي في القتال؟ فقال (ع) : «مهلاً ، رحمك الله».
فلمّا كان بعد ساعة ، أعاد عليه الكلام ، فأجابه بمثله ، فأعاده ثالثاً ، فبكى أمير
المؤمنين (ع) ، فنظر إليه عمّار ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّه اليوم الذي وصفه
لي رسول الله (ص)؟ فنزل أمير المؤمنين (ع)
[١] المشاش ، جمع
مشاشة : وهي رأس العظم الممكن المضغ. ـ المؤلّف ـ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 371