responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 241

وحائراتٍ أطار القومُ أعينَها

رُعباً غداة عليها خدرها هجموا

كانتْ بحيث عليها قومُها ضربتْ

سرادقاً أرضه من عزمهم حرمُ

فغودرتْ بين أيدي القوم حاسرةً

تُسبى وليس لها مَن فيه تعتصمُ

وأقام أبو العاص بمكّة على شركه ، وزينب عند أبيها (ص) ، فخرج أبو العاص قبل فتح مكّة بيسير تاجراً إلى الشّام بمال له ولقُريش ، فلمّا رجع لقيته سريّة لرسول الله (ص) فأخذوا ما معه وهرب ، فجاءت السريّة بما أخذت منه إلى رسول الله ، وخرج أبو العاص حتّى دخل ليلاً على زينب في طلب ماله ، فاستجار بها فأجارته ، فلمّا كبّر رسول الله في صلاة الصبح ، صرخت زينب من صفة النّساء : أيّها النّاس ، قد أجرت أبا العاص بن الرّبيع. فلمّا فرغ النّبي (ص) من الصّلاة ، دخل عليها وقال لها : «اكرمي مثواه واحسني قراه». ثُمّ قال للسريّة الذين أصابوا مال أبي العاص : «إنّ هذا الرجل منّا بحيث علمتهم ، فإنْ تُحسنوا وتردّوا عليه الذي له ، فإنّا نحب ذلك ، وإنْ أبيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم ، وأنتم أحقّ به». فقالوا : بل نردّه. فردّوه عليه ثُمّ ذهب إلى مكّة فردّ إلى النّاس أموالهم ثُمّ أسلم ورجع إلى المدينة ، فردّ النّبي (ص) عليه زينب. قال أبو العاص : كنت مستأسراً مع رهط من الأنصار ، جزاهم الله خيراً ، فكانوا يؤثرونني بالخبز ويأكلون التمر ، والخبزعندهم قليل ، حتّى إنّ الرّجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إليّ. وقال الوليد بن المغيرة : كانوا يركبوننا ويمشون. وهذه سُنّة الإسلام في الأسير ؛ من إكرامه والرّفق به وإنْ كان كافراً. ألا قاتل الله عُبيد الله بن زياد فإنّه لم يرفق باسارى كربلاء ولم يكرمهم ، وهم عترة رسول الله (ص) وسادات المُسلمين ، وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، فأمر بزين العابدين (ع) إمام أهل البيت ووارث علوم رسول الله (ص) ، فَغلّ بغلّ إلى عنقه وبعثه كذلك مع عمّاته وأخواته إلى يزيد بالشّام.

ليس هذا لرسول اللهِ يا

اُمّة الطُّغيان والبغي جزا

جزروا جزرَ الأضاحي نسلَهُ

ثُمّ ساقوا أهله سَوق الإما

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست