نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 240
المجلس الخامس عشر بعد المئة
لمّا أطلق رسول الله (ص) أبا العاص ،
زوج ابنته زينب الذي اُسر يوم بدر ، شرط عليه رسول الله (ص) أنْ يبعث إليه زينب
إلى المدينة ، فلمّا خرج أبو العاص إلى مكّة ، بعث رسول الله (ص) زيد بن حارثة
ورجلاً من الأنصار ، فقال : «كونا بمكان كذا حتّى تمرّ بكما زينب ، فتأتياني بها».
وقدم أبو العاص إلى مكّة فأرسلها مع أخيه كنانة بن الرّبيع ، وأركبها في هودج وخرج
بها نهاراً ، فقالت قريش : لا تخرج ابنة محمّد من بيننا على تلك الحال. فخرجوا في
طلبها حتّى أدركوها بذي طوى ، فروّعها هبار بن الأسود بالرّمح وهي في الهودج وكانت
حاملاً ، فلمّا رجعت أسقطت ، ولمّا رأى كنانة القوم قد أقبلوا ، برك ونثل كنانته
وأخذ منها سهماً ووضعه في قوسه ، وقال : والله ، لا يدنو منها رجل إلاّ وضعت فيه
سهماً. فجاء رؤساء قُريش وفيهم أبو سُفيان ، فقالوا : إنّك لم تصب ، خرجت بها
علانية وقد عرفت مصيبتنا ببدر فيظنّ النّاس إذا خرجت بها جهاراً إنّ ذلك عن ذلّ
ووهن أصابنا ، ولكن ارجع ، فإذا هدأت الأصوات وتحدّث النّاس بردّها ، فاخرج بها
سرّاً. فرجع كنانة ، ثُمّ خرج بها ليلاً حتّى سلّمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه.
فقدما بها على رسول الله (ص) ، فأهدر دم هبار لمّا بلغه ذلك ، فلمّا كان يوم فتح
مكّة ، أتاه هبار مُسلماً ، فقبل إسلامه وعفا عنه. بأبي أنت واُمّي يا رسول الله!
أهدرت دم هبار ؛ لأنّه روّع ابنتك زينب حتّى أسقطت ، فما كنت صانعاً لو نظرت إلى
مَن روّع بناتك يوم كربلاء بعد قتل ولدك الحسين (ع) حين هجم القوم على خيام بناتك
وعيالاتك ، وانتهبوا ما فيها وأضرموا فيها النّار؟! قال حميد بن مُسلم : رأيت
امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عُمر بن سعد ، فلمّا رأت القوم قد
اقتحموا على نساء الحسين (ع) في فسطاطهن وهم يسلبونهن ، أخذت سيفاً وأقبلت نحو
الفسطاط ، وقالت : يا آل بكر بن وائل ، أتُسلب بنات رسول الله؟! لا حكم إلا لله ،
يا لثارات رسول الله! فاخذها زوجها وردّها إلى رحله.
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 240