نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 231
المجلس الحادي عشر بعد المئة
في أمالي الشّيخ الطّوسي عليه الرّحمة ،
أنّه : لمّا هاجر النّبي إلى المدينة ، نزل في بني عمرو بن عوف بقبا ، فأراه صاحبه
على دخول المدينة ، فقال : «ما أنا بداخلها حتّى يقدم ابن عمّي وابنتي» : يعني
عليّاً وفاطمة عليهماالسلام.
ثُمّ كتب رسول الله إلى علي (ع) مع أبي واقد الليثي يأمره بالمسير إليه ، فلمّا
أتاه الكتاب ، تهيّأ للخروج وأمر مَن كان معه من ضُعفاء المؤمنين أنْ يتسلّلوا
ليلاً إلى ذي طوى. وخرج علي (ع) بالفواطم ، وهنّ : فاطمة بنت رسول الله (ص) ،
واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزّبير بن عبد المطّلب. وتبعهم أيمن
بن اُمّ أيمن مولى رسول الله وأبو واقد الذي جاء بالكتاب ، فجعل أبو واقد يسوق
بالرّواحل سوقاً حثيثاً ، فقال علي (ع) : «إرفق بالنّسوة يا أبا واقد ؛ إنهنّ من
الضّعائف». قال : إنّي أخاف أنْ يدركنا الطّلب. فقال علي (ع) : «أربع عليك» : أي
لا تخف. ثُمّ جعل علي (ع) يسوق بهنّ سوقاً رفيقاً ، وهو يرتجز ويقول :
ليس إلاّ الله فارفع ظنّكَا
يكفيك ربُّ النّاس ما أهمّكَا
ما رضي أمير المؤمنين (ع) أنْ يسوق أبو
واقد بالفواطم سوقاً عنيفاً ؛ لأنهنّ من الضّعفاء ، فياليت أمير المؤمنين (ع) لا
غاب عن بنات الفواطم يوم حُملن من كربلاء إلى ابن زياد بالكوفة ، ومن الكوفة إلى
يزيد بالشّام على أقتاب الجمال ، كأنّهن من سبايا التُرك أو الدّيلم ، وليس معهُنّ
من ولاتهنّ وليّ ، ولا من حماتهنّ حمي غير العليل زين العابدين (ع) وقد أمر به ابن
زياد فغلّ بغلٍّ إلى عُنقه حتّى اُدخلوا على يزيد وهم مقرّنون في الحبال ، وزين
العابدين (ع) مغلول! فلمّا وقفوا بين يديه على تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع)
: «أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنُّك برسول الله لو رآنا على هذه الصّفة؟». فلم يبقَ
في القوم أحد إلاّ وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغلّ عن زين
العابدين (ع).
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 231