responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 230

وكانت قُريش إذا رحلت رحلتي الشّتاء والصّيف كانت طائفة من العير لخديجة ، وكانت أكثر قُريش مالاً ، وكان ينفق منه ما شاء في حياتها ، وورثها هو وولدها بعد مماتها. ثُمّ إنّه (ص) وصّى عليّاً بحفظ ذمته وأداء أمانته ، وكانت قُريش تدعو محمّداً في الجاهلية الأمين ، وكانت تودعه أموالها ، وكذلك مَن يقدم مكّة من العرب في الموسم ، وجاءته النّبوة والأمر كذلك ، فأمر عليّاً (ع) أنْ يقيم منادياً بالأبطح غدوة وعشية : «ألا مَن كان له قِبل محمّد أمانة فليأت ؛ لتؤدّى إليه أمانته». وأمره أنْ يبتاع رواحل له وللفواطم ومَن أراد الهجرة معه من بني هاشم ، وقال له : «إذا قضيت ما أمرتك فكن على إهبة الهجرة إلى الله ورسوله ، وانتظر قدوم كتابي إليك ولا تلبث بعده». وانطلق رسول الله إلى المدينة بعد أنْ بقي في الغار ثلاثة أيام ، وقال علي (ع) يذكر ذلك :

وقيتُ بنفسي خير مَن وطئ الحصا

ومَن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

محمّدَ لمّا خاف أنْ يمكروا به

فوقّاه ربي ذو الجلال من المكرِ

وبتّ اُراعيهم متى ينشرونني

وقد وطنتْ نفسي على القتلِ والأسرِ

وبات رسولُ الله في الغار آمناً

هُناك وفي حفظ الإله وفي سترِ

أقام ثلاثاً ثُمّ زمّتْ قلائصٌ

قلائصُ يفرين الحصا أينما يفري

ذكّرني هجوم قُريش على علي (ع) بمكّة حين أباته ابن عمّه رسول الله على فراشه ، هجوم أصحاب ابن زياد على مسلم بن عقيل بالكوفة حين أرسله ابن عمّه الحسين (ع) ليأخذ له البيعة على أهلها ، لكن هجوم قريش انتهى بخيبتهم وانتصار علي (ع) عليهم وطردهم عن الدّار وسلامة رسول الله ، وهجوم أصحاب ابن زياد انتهى بأخذ مسلم أسيراً وقتله ، فإنّهم لمّا اقتحموا عليه الدّار ، شدّ عليهم يضربهم بسيفه حتّى أخرجهم من الدّار ، ثُمّ عادوا عليه فشدّ عليهم كذلك فاخرجهم مراراً وقتل منهم ، وضربه بكر بن حمران على فمه فقطع شفته العُليا وأسرع السّيف في السُفلى وفصلت لها ثنيتاه ، وضربه مُسلم في رأسه ضربة مُنكرة وثناه باُخرى على حبل العاتق كادت تطلع إلى جوفه ، فلمّا رأوا ذلك ، أشرفوا عليه من فوق البيت وأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النّار في القصب ويرمونها عليه ، فخرج عليهم مُصلطاً سيفه في السّكة ، وتكاثروا عليه بعد أنْ اُثخن بالجراح ، فطعنه رجل من خلفه فخرّ إلى الأرض ، فاُخذ أسيراً واُدخل على ابن زياد ، فقال : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عُنقه ، ثُمّ اتبعوه جسده ، ففعل به ذلك.

فإنْ كُنت ما تدرين ما الموت فانظري

إلى هانئٍ في السّوق وابن عقيلِ

إلى بطلٍ قد هشّم السّيفُ وجهَهُ

وآخر يهوي من طمار قتيلِ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست