نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 227
المجلس التّاسع بعد المئة
روى الشّيخ رحمه الله في الأمالي بسنده
، قال : كان الله عزّ وجل قد منع نبيه بعمّه أبي طالب ، فما كان يخلص إليه من قومه
أمر يسوؤه مدّة حياته ، فلمّا مات أبو طالب ، نالت قُريش من رسول الله بغيتها
وأصابته بعظيم من الأذى ، فقال : «لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ، وصلتك رحم وجزيت
خيراً يا عم». ثُمّ ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر ، فاجتمع بذلك على رسول الله حزنان
حتّى عُرف ذلك فيه. ثمّ انطلق ذوو الطّول والشّرف من قُريش إلى دار النّدوة
ليأتمروا في رسول الله ، وأسرّوا ذلك بينهم ، فقال العاص بن وائل واُميّة بن خلف :
نبني له بُنياناً نستودعه فيه فلا يخلص إليه أحد ، ولا يزال في رنق من العيش حتّى
يذوق طعم المنون. فقال قائل : بئس الرّأي ما رأيتم! ولئن صنعتم ذلك ليسمعن هذا
الحديث الحميم والمولى الحليف ، ثُمّ لتأتين المواسم والأشهر الحُرم بالأمن
فلينتزعن من أيديكم. فقال عتبة وأبو سُفيان : نُرحل بعيراً صعباً ونوثق محمّداً
عليه ثُمّ نقصع البعير بأطراف الرّماح فُيقطّعه إرباً إرباً. فقال صاحب رأيهم :
أرأيتم إنْ خلص به البعير سالماً إلى بعض الأفاريق ، فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه
وطلاقة لسانه ، فصبا القوم إليه واستجابت القبائل له ، فيسيرون إليكم بالكتائب
والمقانب ؛ فلتهلكن كما هلكت إياد! فقال أبو جهل : لكنّي أرى لكم رأياً سديداً ؛
وهو أنْ تعمدوا إلى قبائلكم العشر فتنتدبوا من كلّ قبيلة رجلاً بحداً ، ثُمّ
تُسلّحوه حُساماً عضباً ، حتّى إذا غسق الليل أتوا ابن أبي كبشة فقتلوه ، فيذهب
دمه في قبائل قريش ، فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطّلب مُناهضة قُريش فيرضون
بالدّية. فقال صاحب رأيهم : أصبتَ يا أبا الحكم ، هذا هو الرأي فلا تعدلوا به
رأياً ، وكمّوا في ذلك أفواهكم. فخرجوا متفرّقين ، وهو قوله تعالى : (وَإِذْ
يَمْكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فدعا رسول الله عليّاً (ع) وأخبره بذلك
، وقال له : «أوحى إليّ ربّي أنْ أهجر دار قومي وأنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي ،
وأنْ آمرك
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 227