نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 176
المجلس السّابع والثمانون
لمّا جيء بسبايا أهل البيت (ع) إلى يزيد
بالشام ، أمر يزيد بمنبر وخطيب ، وأمر الخطيب أنْ يصعد المنبر فيذمّ الحسين وأباه
صلوات الله عليهما ، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ بالغ في ذمّ
أمير المؤمنين والحسين الشهيد ، وأطنب في مدح معاوية ويزيد فذكرهما بكلّ جميل ،
فصاح به علي بن الحسين عليهماالسلام
: «ويلك أيّها الخاطب! اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوّأ مقعدك من النار».
ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام
: «يا يزيد ، أتأذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلمات لله فيهنّ رضىً
ولهؤلاء الجلساء فيهنّ أجر وثواب؟». فأبى يزيد عليه ذلك ، فقال النّاس : يا أمير
المؤمنين ، ائذن له فليصعد المنبر فلعلّنا نسمع منه شيئاً. فقال : إنّه إنْ صعد لم
ينزل إلاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان. فقيل له : وما قدر ما يُحسن هذا؟ فقال :
إنّه من أهل بيت زقّوا العلم زقّاً. فلم يزالوا به حتّى أذِن له ، فصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ خطب خطبة أبكى فيها العيون وأوجل منها القلوب ، ثمّ
قال : «أيّها النّاس ، اُعطينا ستّاً وفُضّلنا بسبع ؛ اُعطينا العلم والحلم ،
والسّماحة والفصاحة ، والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين ، وفُضلّنا بأنّ منّا
النبيّ المختار محمّداً (ص) ، ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ، ومنّا أسد الله وأسد
رسوله ، ومنّا سيّدة نساء العالمين ، ومنّا سبطا هذه الاُمّة. مَن عرفني فقد عرفني
ومَن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ...» فلم يزل يقول : «أنا ... أنا» حتّى ضجّ
النّاس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد أنْ تكون فتنة ، فأمر المؤذّن فقطع عليه
الكلام ، فلمّا قال المؤذّن : الله أكبر ، الله أكبر. قال علي بن الحسين عليهماالسلام : «لا شيء أكبر من
الله». فلمّا قال : أشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، قال علي بن الحسين (ع) : «شهد بها
شعري وبشري ولحمي ودمي». فلمّا قال المؤذّن : أشهد أنّ محمّداً رسول الله. التفت (ع)
من فوق المنبر إلى يزيد فقال : «محمّد هذا جدّي أم جدّك يا يزيد؟ فإنْ زعمت أنّه
جدّك فقد كذبت وكفرت ، وإنْ زعمت أنّه جدّي فلِم قتلت عترته؟». ولقد أحسن ابن سنان
الخفاجي حيث يقول :
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 176