نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 141
ولا بعده مثله ؛ إنْ
كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف
المعزى إنْ شدّ فيها الذئب. ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكمّلوا ثلاثين ألفاً ،
فينهزمون من بين يدَيه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : «لا
حول ولا قوّة إلا بالله». فلمّا رأى شمر ذلك ، استدعى الفرسان فصاروا في ظهور
الرجّالة ، وأمر الرّماة أنْ يرموه فرشقوه بالسّهام حتّى صار كالقنفذ ، فأحجم عنهم
فوقفوا بإزائه ، وجاء شمر في جماعة من أصحابه فحالوا بينه وبين رَحله الذي فيه
ثقله وعياله ، فصاح الحسين (ع) : «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لمْ يكن لكم
دِين وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم
إنْ كنتم عُرُباً كما تزعُمون». فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة؟ فقال : «أقول :
إنّي اُقاتلكم وتقاتلونني والنّساء ليس عليهنّ جُناح ، فامنعوا عُتاتكم وجُهّالكم
وطغاتكم من التعرّض لحَرَمي ما دمتُ حيّاً». فقال شمر : لك ذلك يابن فاطمة. ثمّ
صاح : إليكم عن حَرَم الرجل واقصدوه بنفسه ، فلَعمري هو كفؤ كريم. فقصدوه بالحرب ،
وجعل شمر يحرّضهم على الحسين (ع) ، فجعلوا يحملون على الحسين (ع) والحسين يحمل
عليهم فينكشفون عنه ، وهو في ذلك يطلب شربة من الماء فلا يجد ، وكلمّا حمل بفرسه
على الفرات ، حملوا عليه بأجمعهم حتّى أجلَوه عنه.
يرى الفراتَ ولا يحظَى بموردِهِ
ليت الفراتَ غدا منْ بعدِهِ يبسَا
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 141