نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 140
المجلس السّابع والستّون
لمّا قُتل أنصار الحسين (ع) وأهل بيته ،
دعا النّاس إلى البراز ، فلم يزل يقتل كلَّ مَن برز إليه حتّى قتل مقتلةً عظيمة ،
ثمّ حمل على الميمنة وهو يقول :
القتلُ أولَى من ركوبِ العارِ
والعارُ أولى من دخولِ النّارِ
واللهِ منْ هذا وهذا
جاري
ثم حمل على الميسرة وهو يقول :
أنا الحسينُ بنُ عليْ
آليتُ أنْ لا أنثني
أحمي عيالاتِ أبي
أمضي على دينِ النّبي
ولمّا بقي في ثلاثة من أهله ، قال : «ابغوني
ثوباً لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي ؛ لئلاّ اُجرّد منه بعد قتلي ، فإنّي مقتول
مسلوب». فاُتي بتبّان [١]
، قال : «لا ، ذاك لباس مَن ضُربت عليه الذلّة ، ولا ينبغي لي أنْ ألبسه». فأخذ
ثوباً خَلِقاً فخرّقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قُتل جرّدوه منه ، ثمّ استدعى
بسراويل من حبرة يمانية يلمع فيها البصر ، ففزرها ولبسها ؛ وإنّما فزرها لئلاّ
يسلبها بعد قتله ، فلمّا قُتل (ع) سلبها منه بحر بن كعب وتركه مجرّداً. وأقبل
الحسين (ع) على القوم يدفعهم عن نفسه ، والثلاثة الذين معه يحمونه حتّى قُتل
الثلاثة وبقي وحده ، وقد اُثخن بالجراح في رأسه وبدنه ، فجعل يضاربهم بسيفه ، وحمل
النّاس عليه عن يمينه وشماله ، فحمل على الذين عن يمينه فتفرّقوا ، ثمّ حمل على
الذين عن يساره فتفرّقوا. قال بعض الرواة : فوالله ، ما رأيت مكثوراً (أي مغلوباً)
قط قد قُتل وُلده وأهل بيته وأصحابه ، أربط جأشاً ، ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ
مقدماً منه. والله ، ما رأيت قبله
[١] تُبّان ، بوزن
رُمّان : سروال صغير يستر العورة. ـ المؤلّف ـ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 140