نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 133
المجلس الثاني والستّون
قال أمير المؤمنين (ع) لأخيه عقيل ـ
وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم ـ : «ابغني امرأة قد ولدَتها الشّجعان
من العرب ؛ لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فارساً». فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت
حزام الكلابية ـ وهي المكنّاة اُمّ البنين ـ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها
ولا أفرس. فتزوّجها أمير المؤمنين (ع) ، فولدت له العبّاس ثمّ عبد الله ثمّ جعفر
ثمّ عثمان. وحضر هؤلاء الإخوة الأربعة مع أخيهم الحسين (ع) يوم كربلاء وأبلَوا في
نصرته بلاءً حسناً ، وجاهدوا أمامه حتّى قُتلوا جميعهم ، وكان أحسنهم بلاءً
وأعظمهم جهاداً ومواساة لأخيه الحسين (ع) أبو الفضل العبّاس ، وهو أكبرهم وكان
عمره يومئذ أربعاً وثلاثين سنة. ولمّا رأى العبّاس (ع) كثرة القتلى من أهله ، قال
لإخوته الثلاثة هؤلاء : يا بني اُمّي ، تقدّموا لأحتسبكم عند الله. وفي رواية :
حتّى أراكم قد نصحتم لله ورسوله. فتقدّم عبد الله بن علي ، وعمره خمس وعشرون سنة
فقاتل قتالاً شديداً حتّى قُتل ، فتقدّم بعده أخوه جعفر بن علي ، وعمره تسع عشرة
سنة فقاتل حتّى قُتل ، فبرز بعده أخوهما عثمان بن علي ، وعمره إحدى وعشرون سنة
فقام مقام إخوته وقاتل حتّى قُتل ، وبرز من بعدهم أخوهم أبو الفضل العبّاس وقاتل
قتالاً شديداً ، واشتدّ العطش بالحسين (ع) ، فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه
أخوه العبّاس ، فأحاط القوم بالعبّاس فاقتطعوه ، فجعل العبّاس (ع) يُقاتلهم وحده ،
فضربه زيد بن ورقاء الحنفي على يمينه فقطعها ، فأخذ السّيف بشماله وهو يرتجز ويقول
:
واللهِ إنْ قَطعْتمُوا يَمينِي
إنّي اُحامي أبداً عنْ دِيني
وعنْ إمامٍ صادقِ اليقينِ
نجلِ النَّبيِّ الطّاهرِ الأمينِ
فضربه حكيم بن الطفيل على شماله فقطعها
، فقال :
يا نفسُ لا تَخشَي منَ الكفّارِ
وأبشِري برحمةِ الجبّارِ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 133