نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 94
فمرَّ
على ملك قاعد على كرسي ، فسلَّم عليه فلم ير منه من البُشر ما رأى من الملائكة!
فقال : يا جبرئيل ، ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما حبُّ إلا هذا ، فمن
هذا الملك؟
قال
: هذا مالك خازن النار. أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بُشراً وأطلقهم وجهاً.
فلما جعل خازن النار، إطلع فيها إطلاعة[١]
فرأى ما أعدَّ الله فيها لأهلها. فلم يضحم بعد ذلك.
ثم
مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة. فأقبل ، فمرَّ على موسى
عليه السلام فقال : يا محمد ، كم فرض على أمتك؟
قال
: خمسون صلاة.
قال
: إرجع إلى ربك فاسأله أن يخفِّف على أمتك ، فرجع. ثم مرَّ على موسى عليه السلام
فقال : كم فرض على أمتك؟
قال
: كذا وكذا.
قال
: فإن أمتك أضعف الأمم ، إرجع إلى ربك فاسأله أن يخفِّف عن أمتك ، فإني كنت في بني
اسرائيل ، فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا. فلم يزل يرجع إلى ربه عز وجل حتى جعلها
خمس صلوات.
قال
: إرجع إلى ربك فاسأله أن يخفِّف عن أمتك.
قال
: قد استحييتُ من ربي ما أرجع إليه.
ثم
مضى ، فمرَّ على إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام. فناداه من خلفه فقال : يا محمد
، إقرأ أمتك عني السلام ، وأخبِرهم أن الجنة ماؤها عَذب ، وتربتها طيبة ، فيها
قيعان بيض ، غرسها «سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله اكبر» و «لا حول ولا
قوة إلا بالله». فمُر أمتك فليُكثِروا من غرسها.
ثم
مضى ـ أي في هبوطه أيضاً ـ حتى مرَّ بِعَير يقدمها جمل أورق. ثم أتى أهل مكة