نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 64
ثم
صعدنا إلى السماء الخامسة ، فإذاً فيها رجل كهل عظيم العين ، لم أرَ كهلاً أعظم
منه ، حوله ثُلَّة من أمته ، فأعجبَتني كثرتهم!
فقلت
: من هذا يا جبرئيل؟
قال
: هذا المُحبَّب في قومه ؛ هارون بن عمران عليه السلام. فسلَّمتُ عليه وسلَّم
عليَّ واستغفرت له واستغفر لي. وإذاً فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
ثم
صعدنا إلى السماء السادسة ، وإذاً فيها رجل أدم ، طويل شعره ، ولو أن عليه قميصين
لنَفَذ شعره منهما. فسمعته يقول : تَزعم بنو إسرائيل أنى أكرم وُلد آدم على الله ،
وهذا الرجل أكرم على الله مني.
فقلت
: من هذا يا جبرائيل؟
قال
: هذا أخوك موسى بن عمران عليه السلام. فسلَّمتُ عليه وسلَّم عليَّ واستغفرت له
واستغفر لي. وإذاً فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السموات.
ثم
صعدنا إلى السماء السابعة ، فما مررتُ بملك من الملائكة إلا قالوا : يا محمد ،
احتَجِم وأمرُ أمتك بالحجامة. وإذاً فيها رجل أشمَط الرأس [١] واللحية ، جالس على
كرسي.
فقلت
: يا جبرئيل ، من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟
فقال
: هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، وهذا محلك محل من اتقى من أمتك. ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه وآله :(إن أولَى الناس بإبراهيم لَلذين اتبَعوه
وهذا النبي والذين آمنوا والله وَلِيُّ المؤمنين)[٢]. قال صلى الله عليه
وآله : فسلَّمت عليه وسلَّم عليَّ ، وقال : مرحباً بالنبي الصالح والإبن الصالح
والمبعوث في الزمن الصالح. وإذاً فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
فبشَّرني بالخير لي ولأمتي.