نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 47
وصاح بثمود صيحة ، فأصبحوا جاثمين.
ورأى جبرئيل إبليس يكلِّم عيسى عليه
السلام في بعض عقبات الأرض المقدسة ، فنفخه بجناحه وألقاه في أقصى جبل في الهند.
وكان هبوطه وصعوده عليه السلام في أسرع
من رَجعَة الطَرف» [١].
ثم وصف شديد القوى بقوله : «ذو مِرَّة
فاستَوَى» ، أي ذو حصافة وإستحكام ، والمِرَّة هي قوة الخَلق والعقل.
واستوى أي استقام ، بمعنى أن جبرئيل
إستقام على صورته الحقيقية التي خلقه الله تعالى عليها ، التي ما رآها على تلك
الصورة إلا رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال في المقتنيات :
«فاستوى» عطف على علَّمه ، أي فاستقام
واستقرَّ بصورته التي خلقه الله عليها ، وله ستمائة جناح ، دون الصورة التي كان
يتمثَّل بها كلَّمه هبط إلى الأرض. كما كان يهبط بالوحي أحياناً بصورة دحية الكلبي
، وأتى إبراهيم في صورة الضيف ، ولداوود في صورة الخصم. وذلك أن النبي صلى الله
عليه وآله أحبَّ أن يراه في صورته التي جعل عليها.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بجبل
حراء ـ وهو الجبل المسمَّى بجبل النور بقرب مكة ـ فقال جبرئيل : إن الأرض لا
تًسَعُني ، ولكن انظُر إلى السماء. فطلع له جبرئيل من المشرق ، فسدَّ الأرض من
المغرب وملأ الأُفق. فخرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله كما خرَّ موسى عليه
السلام في جبل الطور. فنزل جبرئيل في صورة الآدميِّين ، فضمَّه إلى نفسه ، وجعل
يَمسِح الغبار عن وجهه ....
وما رأى أحد من الأنبياء صورة جبرئيل
بصورته غير نبيِّنا صلى الله عليه وآله ، فإنه رآه فيها مرَّتين ؛ مرة في الأرض
وهي هذه، ومرة في السماء ليلة المعراج عند سدرة المنتهى.
ورُوِيَ أن حمزة بن عبد المطلب استدعى
من الرسول صلى الله عليه وآله وقال : أرِني جبرئيل في صورته.