نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 136
وصلاة المغرب وصلاة
العشاء الآخرة ، وسائر الصلوات ـ مثل الظهر والعصر ـ لا يجهر فيها؟ ولأيَّ علة صار
التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضلمن القرآن [١]؟
قال :
لأن
النبي صلى الله عليه وآله لمّا أُسرِيَ به إلى السماء ، كان أول صلاة فرضه الله
عليه وصلاة الظهر يوم الجمعة. فأضاف الله عز وجل إليه الملائكة تصلِّي خلفه ، وأمر
الله عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وآله أن يجهر بالقراءة ليبيِّن لهم فضله. ثم
افترض عليه العصر ، ولم يضف إليه أحداً من الملائكة ، وأمره أن يخفي القراءة لأنه
لم يكن وراءه أحد. ثم افترض عليه المغرب ، ثم أضاف إليه الملائكة فأمره بالإجهار.
وكذلك العشاء الآخرة. فلمّا كان قرب الفجر ، افترض الله عز وجل عليه الفجر ، وأمره
بالإجهار ليبيِّن للناس فضله كما بيَّن للملائكة. فلهذه العلة يجهر فيها.
فقلت : لأيِّ شيء صار التسبيح في
الأخيرتين أفضل من القراءة؟
قال : لأنه لمّا كان في الأخيرتين ذكر ما يظهر
من عظمة الله عز وجل ، فدهش وقال : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر». فلذلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة[٢].
الحديث السابع والأربعون :
حديث الحسين بن الوليد ، عمن ذكره ، قال
: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : لأيَّ على أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله
من الشجرة ولم يحرم من موضع دونه؟ قال :
لأنه
لمّا أُسرِي به إلى السماء وصار بحذاء الشجرة ، وكانت الملائكة تأتي إلى البيت
المعمور بحذاء المواضعالتي هي مواقيت سوى الشجرة. فلمّا كان في الموضع الذي بحذاء
الشجرة ، نودي : يا محمد.