كثيرا ما يدخل
على الفعل همزة تنقله من اللزوم إلى التعدّي لواحد كأجلستك ، ومن التعدّي لواحد
إلى اثنين ، كألبستك ثوبا ، ومن اثنين إلى ثلاثة ، نحو : أرى الله زيدا عمرا فاضلا
، وأعلم الله بشرا أخاك كريما ، والثاني والثالث جزآ ابتداء [١] في الأصل ، ولهما ما لمفعولي علم من جواز كون ثانيهما
مفردا وجملة وظرفا ، وامتناع حذفهما أو أحدهما إلّا بقرينة.
وإن كان رأى
بمعنى أبصر ، وعلم بمعنى عرف ، عدّيا بالهمزة إلى مفعولين ، الثاني كثاني مفعولي
كسوت في أنه غير الأول في المعنى ، وفي جواز الاقتصار عليه وعلى الأول. ومثل أرى
المعدّى لثلاثة نبّأ ، كقوله :
[٢] البيت من الكامل
للنابغة الذبياني ، يهجو زرعة بن عمرو الكلابي. ورواية الديوان : (أوابد) بدل (غرائب).
الشاهد في : (نبئت زرعة ... يهدي إلي
غرائب الأشعار) حيث تعدى الفعل (نبّأ) إلى ثلاثة مفاعيل ، الأول نائب الفاعل التاء
، والثاني : زرعة ، والثالث : الجملة الفعلية (يهدي ...)