لئن طغت شهرة
ابن الوردي الأدبية على مكانته العلمية ، بما اشتهر به من نظم ونثر أدبي متميز ،
فإن الدارس لحياته وتراثه العلمي ، وعمله في القضاء ، وتفرغه للتدريس ، وقصد
العلماء مجلسه ، ودراستهم مؤلفاته ، وطلبهم الإجازة منه ، فضلا عن تلاميذه الذين
يصعب حصرهم ، ليعلم أن ابن الوردي كان عالما متميزا في كل الفنون التي ألّف فيها ،
من نحو وفقه وفرائض وتصوف وتاريخ وتفسير أحلام وجغرافيا ، وأن ما ترك من منظوم
ومنثور في هذه الفنون ، يشهد بعمق فكره وتنوع ثقافته ، فقد نظم الفقه الشافعي ،
وألف في النحو تسعة مؤلفات بين منظوم ومنثور ، ففاق بذلك كثيرا ممن سبقه ، ومن جاء
من بعده. وأثنى عليه علماء عصره ، ومن جاء بعدهم ممن اطلع على مصنفاته.
قال الصفدي رحمهالله : «أحد فضلاء العصر ، وفقهائه ، وأدبائه ، وشعرائه ،
تفنن في علومه ، وأجاد في منثوره ومنظومه ، وعربيته تلافيها ما أنّس غريبها
بتلافيها ، وقربها إلى التعقل بعد تجانفها