فيه على حلّ معظمها ، ولم يشف في تقريبها على متعلمها ، بل هو مع كبر حجمه [١] مباين لها في التصنيف والمراد ، وكأنه في واد وأباه في
واد ؛ ولذلك استصعبها الآحاد ، وحاد عن تعلمها من حاد ، حتّى عدم تحقّقها [٢] أو كاد.
وكنت ولله
الحمد ممن لهج باجتناء ثمار أوطارها من [٣] الأقطار ، واجتلاء بدور أسفارها في الإسفار ، فرسم لي
شقيقي الشفيق ، وأستاذي الرفيق ، أخي لأبويّ المسعف ، القاضي جمال الدين أبو
المحاسن يوسف [٤] ـ حرسه الله لأهله ، وجزاه الخير [٥] على جميل فعله ـ أن أشرحها مختصرا برسم خزانته ، فلم
تسعني مخالفته لمكانته. فاستخرت الله الكريم في شرحها شرحا محررا ، واستعنته في
حلّها حلا ميسّرا ، أراعي فيه تفصيل مجملها ، وتقييد مطلقها ، وإن لم أشر إليه ،
وأحافظ غالبا على ذكر أمثلتها ، وفتح
[٤] هو يوسف بن مظفر
بن عمر بن أبي الفوارس محمد المعري ، جمال الدين ابن الوردي ، شقيق زين الدين ابن
الوردي الأكبر ، ولد قبل سنة ٦٨٠ ه ، كان فقيها ماهرا ، ترك القضاء آخر عمره ،
وأقبل على التدريس والإفتاء ، مات بمرض الطاعون في العشر الأوسط من ذي القعدة عام
٧٤٩ ه.
انظر تتمة المختصر ٢ / ٣٥٣ وديوان ابن
الوردي ٣٧٢ والدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ وأعلام النبلاء ٤
/ ٥٩٠ ـ ٥٩١.