حتّى غدا في همّه غريقا
لم ير من يدُلُّه الطّريقا
إذ انتهى ليلاً لحيّ كنده
وعنده من الأسى ما عنده
يطرق باب «طوعة» الوفيّه
البرّة المؤمنة الزكيّه
يطب ماءً كي يردّ العطشا
فالنار منه في العيون والحشا
سقته ثمّ أدخلته الدارا
لمّا رأت فيه الفتى الكرّارا
فبات كلّ الليل في عباده
منتظراً لساعة الشهاده
* * *
خرج الى الناس وأخبرهم بان هاني في خير وانه يجالس الامير في القصر فعودوا الى منازلكم.
وبذلك كان قاضي بني امية قد استغل موقعه في القضاء ليكون شاهد زور في أحرج ظرف مرت به الكوفة.