responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73

أ) دار السلام، بمعنى الجنّة التي ليس فيها إلّا السلم والصفاء والصلح والهدوء والراحة والمحبّة، حيث لا يوجد هناك حسد أو حقد أو تنافس أو تنازع أو كذب أو تهمة أو غيبة أو سب أو صفات بذيئة أخرى، بل تحيتهم هناك السلام، ولهذا سميت دار السلام.

ب) دار السلام هي الدنيا، حيث يدعو الله عزّ وجلّ إلى مدينة ودولة وعالم لا يسوده إلّا الصلح والسلام، ولذلك دعي الإسلام بهذا الاسم، لما فيه من حالة التسليم والصلح والسلم والصفاء، وأنّ السلام الذي يتبادله المسلمون في تحياتهم فيما بينهم فيه رسالة الصلح والصداقة أيضاً (3).

وعندما رأى الإمام الحسن المجتبى عليه السلامأنّ الحرب في تلك الظروف الخاصة التي كان يعيشها لا نتيجة لها سوى سفك الدماء، وفي المقابل كان العدو قد قام بشراء ضمائر رؤساء القبائل، كما أن أكياس الذهب أعمت عيون بعض قوّاده البعض الآخر، حتى أنّهم أرسلوا إلى معاوية كتاباً يعلنون فيه استعدادهم لتسليم الإمام‌

الحسن مقيداً، عندها كتب عليه السلامإلى معاوية كتاباً يخبره فيه استعداده للصلح.

فلم يجد الإمام بدَّاً من الصلح، نعم، إنّ هؤلاء الذين خانوا الإمام علي عليه السلامأداروا ظهورهم للإمام الحسن عليه السلاموسلّوا سيوفهم في وجه الإمام الحسين عليه السلاموقد ذكر العلّامة المجلسي (رحمه الله) سبب صلح الإمام الحسن عليه السلامعلى لسانه كما يلي:

فَتَرَكْتُهُ لِصلاحِ الأِمُّةِ وَحَقْنِ دِم- ائِها

(4).

وإن كان هذا الصلح أدى إلى تهجم البعض على الإمام عليه السلامومن بين هؤلاء الذين تهجموا على الإمام هم نفس أولئك الجبناء الذين أجبروه على الصلح وقاموا بالاعتراض عليه، لذلك عاش الإمام الحسن عليه السلامسنوات مؤلمة في تلك الأيّام، ولكن صلحه قد ترك أثراً عميقاً بين الناس، وكانت مهيئة الأرضية لثورة عاشوراء، والثورات التي تلتها التي آلت في النهاية إلى سقوط دولة بني أميّة.

1. تطلق السرية على الحروب التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله دون مشاركته.

2. التفسير الاثني عشري، ج 2، ص 542.

3. مجمع البيان، ج 5، ص 177.

4. بحار الأنوار، ج 44، ص 30.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست