responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 72

السلم في القرآن:

لقد ذكرت آيات عديدة في القرآن الكريم السلم وتحدثت عنه، وقد رسم الله عزّ وجلّ في هذه الآيات لوحة جميلة عن السلام حيث نشير إلى بعض منها:

1. في الآية الشريفة (61) من سورة الأنفال يقول تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‌.

إذ يطلق العرب على الصلح السلم والسلام، ولهذا عبر عن الصلح في القرآن الكريم في جميع الموارد بالسلم والسلام إلّا مورداً واحداً، ولعل قوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ‌ يكون بمعنى أنّه مع قبول الصلح وإيقاف القتال، فإنّ التوكل على الله ضروري، وكذلك الانتباه والحذر حتى لا يباغت العدو المسلمين ويوقعوه في الفخ، فقد تكون الهدنة فخاً لمباغتة المسلمين من قبل العدو، فربما يلجؤون إلى ذلك كوسيلة أخرى للتغلب والنصر، ولهذا فإنّه في الوقت الذي يتم فيه قبول السلم مع العدو، فيجب أن تتم المحافظة على حالة الاستعداد والرقابة تجاه مؤامراتهم.

2. في الآية (35) من سورة محمد صلى الله عليه وآله نقرأ ما يلي: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ‌. وقد وردت في تفسير عبارة وتدعوا إلى السلم‌ تفسيران:

أ) عندما تكونون على أعتاب النصر فلا تستجيبوا لدعوات العدو للصلح، كما فعل جنود الإمام علي عليه السلام، في حرب صفين، حيث كان القائد البطل لمعسكر الإيمان مالك الأشتر (رحمه الله) قد وصل إلى مقربة خيمة قيادة معسكر الظلمة والظلم ولم يبق إلّا القليل حتى يقضي على حكم الكفر والنفاق لمعاوية، فإذا بهؤلاء المنافقين المرائين قاموا برفع المصاحف على رؤوس الرماح وطلبوا الصلح، فاجتمع عدّة من الجنود الجاهلين من معسكر الإمام علي عليه السلامحوله، وطلبوا منه أن يوقف الحرب ويصالح معاوية الذي استتر وتحصّن بالقرآن، ولكن الإمام علي عليه السلامنبّههم وحذرهم من أنّ هذا الصلح هو صلح كاذب ومن موقع ضعف، والوقت ليس وقت صلح، ولكنهم بإصرارهم وصلوا إلى الحد الذي قالوا فيه: إذا لم يتراجع مالك الأشتر (رحمه الله) عن القتال، فإننا سوف نقتل الإمام علي عليه السلام، فأرسل الإمام علي عليه السلامرسولًا إلى مالك الأشتر يقول: فيه إذا أردت أن يبقى مولاك على قيد الحياة فتخلَّ عن القتال وارجع! وبالنتيجة فإنّه طبقاً لهذا التفسير عندما يكون المسلمون على أعتاب النصر فلا ينبغي قبول اقتراح العدو للصلح.

ب) التفسير الثاني لهذه الآية: ألّا تستكينوا في مقاتلة العدو أو تتهاونوا في محاربته، ولكن إذا كان العدو في المراحل العادية من الحرب، لا على أعتاب النصر مستعداً للصلح والسلام فاقبلوا الصلح معه.

3. يقول تعالى في الآية (94) من سورة النساء: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ.

ذكر المفسرون في شأن نزول هذه الآية مايلي:

أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله سرية (1) من المسلمين، فتحركت بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله نحو مقصدها وأثناء الطريق رأو راعياً معه قطيع من الأغنام يتوجه نحوهم، وعندما وصل إلى سرية المسلمين سلَّم عليهم ونطق بالشهادتين أمامهم، فأخرج أحد المسلمين من عبدة الدنيا سيفه من غمده، وقتل ذلك المسلم الذي أجرى الشهادتين حديثاً، وأخذ أمواله وأغنامه غنيمة (2)، فنزلت الآية الكريمة من سورة النساء.

4. الآية 25) من سورة يونس من الآيات الأخرى التي تتحدث عن السلم والصلح حيث يقول تعالى: وَاللهُ يَدْعُوا إلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقِيم‌ وقد ذكر المرحوم الطبرسي في تفسير مجمع البيان لدار السلام تفسيرين:

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست