كثر الحديث بين المفسِّرين في هوية ذي القرنين الواردة في القرآن الكريم من
منظار التاريخ، وعلى من تنطبق من الشخصيات التاريخية؟
حيث اختلفت وجهات نظر هم في ذلك، ويمكن اختزال أهمّها في ثلاث نظريات هي:
النظرية الأولى:
يعتقد البعض أنّه ليس إلّا الاسكندر المقدوني، لذا سماه البعض الاسكندر ذا
القرنين، ويذكرون أنّه سيطر بعد موت أبيه على بلاد الروم والمغرب ومصر، وبنى مدينة
الاسكندرية، ثم سيطر على الشام وبيت المقدس، ومن هناك توجه نحو أرمينية حيث فتح في
طريقه العراق، وثم مرض في مدينة (زور) ومات فيها، ولم يتجاوز عمره، على قول البعض،
ستة وثلاثين عاماً، ونقل جثمانه إلى الاسكندرية حيث دفن هناك (1).
1. وقد ورد هذا المطلب في (تفسير الفخر الرازي) في ذيل الآيات مورد البحث،
وكذلك الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 278، ويعتقد البعض أنّ أوّل من طرح هذه النظرية
هو الشيخ أبو علي سينا في كتابه (الشفاء).