responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 124

السؤال نوعان:

يمكن تقسيم أسئلة الناس إلى نوعين:

1. الأسئلة التي تطرح بهدف التعلم والفهم والمعرفة.

2. الأسئلة التي تطرح بغرض العناد، أحياناً يكون السؤال حول أصل العالم بعد الموت، وكيف يمكن‌الإنسان أن يبعث من‌جديدبعدموته وبعد دفنه وتحوله التراب؟

مثل تلك القصّة التي أخذ فيها الأعرابي عظاماً نخرة بيده، وجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وذرّ تلك العظام النخرة أمامه على الأرض، ثم سأله: من يقدر على أن يبدل هذه العظام الرميمة النخرة مرّة أخرى إلى إنسان؟ فأجابه الله عزّ وجلّ على لسان رسوله: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيمٌ‌ (1).

إنّ مثل هذا السؤال يطرح بهدف التعلم والمعرفة، ولذلك لما سمع ذلك الأعرابي ذلك الجواب المحكم والمنطقي من الله عزّ وجلّ قَبِله ورجع إلى بلده.

ولكن أحياناً يكون الغرض من السؤال هو العناد، كالسؤال عن زمن قيام الساعة، لأنّ هذا السؤال ليس فقط بلا فائدة للإنسان، بل إذا أجيب عليه أضرّه، ولهذا يجب ترك طرح مثل هذه الأسئلة، ويجب السؤال عن الأعمال والأفعال التي تؤدي إلى نجاة الإنسان وإنقاذه يوم القيامة، وأن نسأل عن أعمال تبعدنا عن النار، وتقرِّبنا وتدلّنا إلى الجنّة (2).

لذا يجب أن نسأل عن أمور توجب أن نستلم سجلّ أعمالنا بأيماننا، وتنضر بها وجوهنا، نعم يجب أن نسأل أسئلة تعود بالفائده علينا ونتجنب العناد، واللجاج، مثل من يسأل عن زمن ظهور الإمام المهدي عليه السلامالذي لا يعلم عن ذلك إلّا الله عزّ وجلّ، فبدل ذلك يجب أن تكونوا مستعدين ومنتظرين لذلك اليوم وتقوموا بالأعمال التي تجعلكم من أنصاره وأعوانه وجنوده، وعندها لا يهمّكم أيّان ظهور الإمام عليه السلاممادمت مستعداً.

1. سورة يس، الآيتان 78- 79.

2. مثل هذا النوع من الأسئلة، يمكن أن نراها في الروايات، وذلك على سبيل المثال، حين أتى شخص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو متوجّه إلى إحدى الحروب، فوصل إليه وأخذ زمام دابته وقال له: علّمني عملًا يارسول الله أدخل به الجنّة، فأجابه صلى الله عليه وآله:

عامِل النّاس كَما تُحِبُّ أن يُعامِلُوكَ وَلا تُعامِلهُم مثلما تَكره أن يُعامِلُوك‌

. (ميزان الحكمة، ج 2، الباب 550، ح 2250).

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست