responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 282

المرحلة، يمكنه استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلّتها التفصيلية، ولذلك إذا أراد الشخص مواصلة دراساته العلمية للوصول إلى هذه المرحلة التخصّصية فلابدّ أن يكون له إلمام بمجموعة من العلوم التي تمثّل مقدّمة للاجتهاد [1].

وربّما يكون الإنسان- كما سنشير إليه- عالماً ببعض العلوم بشكل فطريّ، كما أنّ بعض العلماء يدّعون مثل هذه الحالة لعلم المنطق. وقد ورد في كتاب‌ «التنقيح» الاعتراف بهذه الحقيقة، وخلاصة قوله هو أنّ ما نريده من علم المنطق،

حجيّة الشكل الأوّل وشروطه‌

التي تتمثّل في كون‌

الكبرى‌ كليّة والصغرى‌ موجبة،

وهذا المعنى واضح لجميع الناس، كأن يقال: هذه نار وكلّ نار محرقة، إذن هذه النار محرقة [2].

ولكنّ الحقيقة هي أنّ الإنسان إذا كان يعلم ببعض القواعد المنطقية المهمّة بشكل طبيعيّ وفطري، فذلك لا يعني أنّه لا يحتاج في عملية الاجتهاد إلى علم المنطق، بل بمعنى أنّ تحصيل هذا العلم غير لازم.

6. العلوم التي تعتبر مقدّمة للإجتهاد

إنّ العلوم الممهدّة للإجتهاد، وفي نظر المشهور من علماء الإسلام،

أربعة عشر علماً،

ويمكن إدراجها جميعاً في ثلاث طوائف أو مجموعات:

علوم الأدبيات العربية

، العلوم العقلية، العلوم النقلية.

أ) أدبيات اللغة العربية

وهذه العلوم بمجموعها على أربعة أقسام:

1. العلم بلغة العرب‌

إنّ العلم باللغة العربية التي تبيّن معاني المفردات وتفسر موادّ الألفاظ، هو أحد العلوم المقدّمية للاجتهاد والاستنباط، ومعرفة اللغةالعربية لغرض الاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية الفرعية من منابعها الأصلية يمثّل ضرورة في حركة العلوم الدينية [3]؛ لأنّ أهمّ منابع استنباط الأحكام الشرعية، أي الكتاب والسنّة، وردت باللغة العربية. إذن فلابدّ للفقيه أن يعلم بمعاني المفردات العربية لكي يمكنه فهم مراد ومقصود المتكلّم من عبارات الكتاب والسنّة، ولا يختلف الحال في أن تكون معرفته هذه باللغة العربية من طريق الاجتهاد في اللغة أو من خلال مراجعته لأقوال العلماء والمختصّين في هذا الفنّ‌ [4].

مثلًا يقول القرآن الكريم: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً» [5]؛ فإذا لم يكن معنى كلمة «الصعيد» معروفاً للفقيه وهل أنّ المراد منه مثلًا

مطلق وجه الأرض‌

أم خصوص‌

التراب‌

، فإنّه لا يتمكّن من الإفتاء بشكل صريح بجواز التيمّم على مطلق وجه الأرض أو خصوص التراب. بمعنى أنّه في المرحلة الأولى يجب أن يفهم معنى كلمة

«الصعيد»

إمّا بطريق الاجتهاد أو بمراجعة آراء علماء اللغة ليتمكّن من الإفتاء بجواز التيمّم على أحد هذين الموردين.

وهكذا الحال بالنسبة لكلمة «الغنيمة» التي قرّرها القرآن الكريم‌ [6] في موضوع الخمس، فهل يراد منها


[1]. أنوار الاصول، ج 3، ص 621؛ قوانين الأصول، ج 2، ص 392؛ إرشاد الفحول، ص 418؛ البحر المحيط، ج 6، ص 199؛ المحصول (الفخر الرازي)، ج 2، ص 433؛ مبادئ‌الوصول إلى علم‌الأصول، ص 241.

[2]. التنقيح في شرح العروة الوثقى، ج 1، ص 25.

[3]. انظر المصادر المذكورة في الصفحات السابقة.

[4]. وعليه فإنّ رأي اللغوي في تفسير وتبيين معاني الألفاظ حجّة على الآخرين، كما ورد بحثه في علم الأصول.

[5]. سورة المائدة، الآية 6.

[6]. «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ ...» سورة الأنفال، الآية 41.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست